تعرف على خطة الزراعة لإنتاج تقاوي الطماطم

كشفت الدكتورة انتصار مصطفى، الباحثة بمركز البحوث الزراعية وعضو البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن خطة طموحة لإنتاج تقاوي الطماطم والخضر محليًا. هذه المبادرة تسعى لحماية المزارع والمستهلك على حد سواء، وتعزيز الأمن الغذائي في ظل التحديات المناخية والاقتصادية المتسارعة.
هجن محلية تنافس العالمية: أصناف متعددة للعروات المختلفة
أوضحت الباحثة أن الجهود العلمية أسفرت عن استنباط عدة هجن محلية من الطماطم تتميز بالكفاءة الإنتاجية والجودة العالية. من بين هذه الأصناف:
F16 وF35: مخصصان للزراعة في العروة الصيفية المبكرة.
E73 و040: مثاليان للزراعة في العروة النيلية.
ما يميز هذه الهجن هو تحملها لدرجات الحرارة المرتفعة، وارتفاع إنتاجيتها، إضافة إلى جودة الثمار، وهو ما يعزز قدرة السوق المحلي على الاستغناء عن التقاوي المستوردة باهظة الثمن، ويمنح المزارعين أصنافًا تتوافق مع تحديات البيئة المصرية.
أبحاث مستمرة لمواجهة التحديات المناخية والأمراض
في إطار الخطة طويلة الأمد، يتم حاليًا تطوير هجن جديدة مقاومة للأمراض، وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية الحادة. وتشمل الجهود:
استنباط أصناف بعمر تخزين أطول.
تطوير تقاوي مناسبة لمختلف العروات الزراعية.
إنتاج هجن تناسب الزراعة داخل الصوب الزراعية والحقول المكشوفة.
هذه الابتكارات تمنح المزارعين مرونة كبيرة في اختيار التقاوي، بما يتناسب مع طبيعة الأرض والمناخ والموارد المتاحة لديهم.
تذبذب الأسعار.. الأسباب والحلول
أكدت الدكتورة مصطفى أن ارتفاع أسعار الطماطم يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:
التغيرات المناخية المفاجئة التي تؤثر على عملية عقد الأزهار ونمو الثمار.
تفاوت المساحات المزروعة من موسم إلى آخر.
وجود فترات انتقالية موسمية تتسم بارتفاع الأسعار، مثل شهري مارس وأبريل (نهاية العروة الشتوية) وشهري أغسطس وسبتمبر (نهاية العروة الصيفية).
وأضافت أن الطماطم تحتاج إلى درجات حرارة معتدلة تتراوح بين 15 و30 درجة مئوية لضمان نمو مثالي، وأن تجاوز الحرارة لـ 35 درجة مئوية يؤدي إلى فشل عقد الثمار، وهو ما يتطلب إدارة ذكية للزراعة.
الزراعة الذكية: استراتيجية المستقبل
وللتعامل مع التحديات المناخية والأمراض التي تهدد إنتاج الطماطم، دعت الباحثة إلى تبني نظام زراعي مستدام يعتمد على الدورات الزراعية الذكية، وذلك من خلال:
تجنب زراعة الطماطم أو أي محصول من العائلة الباذنجانية (مثل البطاطس أو الفلفل أو الباذنجان) في نفس الأرض لأكثر من موسم متتالٍ.
الانتظار 3 سنوات على الأقل قبل إعادة زراعة نفس المحصول.
زراعة محاصيل من عائلات نباتية مختلفة خلال هذه الفترة لضمان تقليل تراكم المسببات المرضية في التربة.
هذه الممارسات تساهم في تحسين جودة المحصول، وتقليل الاعتماد على المبيدات، وزيادة العائد الاقتصادي للمزارع.
ختامًا: الأمن الغذائي يبدأ من البذرة
تؤكد خطة إنتاج التقاوي المحلية أن تحقيق الأمن الغذائي لا يبدأ من السوق، بل من البذرة. فكلما كانت البذور محلية، متأقلمة، ومنتقاة علميًا، كلما كانت النتيجة منتجات زراعية آمنة، بجودة عالية، وسعر مناسب.
من خلال تطوير أصناف الطماطم محليًا، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تأمين احتياجات السوق الداخلي، والحد من تأثير الأزمات المناخية والاقتصادية، ودعم قطاع الزراعة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

