تعرف على التوقيت الأمثل لري أشجار الموالح

أوضح الدكتور علاء جمعة، أستاذ البساتين بكلية الزراعة، جامعة قناة السويس، أن عملية ري أشجار الموالح تُعد من أهم العوامل الحاسمة في تحقيق إنتاج وفير وجودة عالية للثمار، مشددًا على ضرورة اتباع جدول دقيق في الري، مع مراعاة التغيرات المناخية واحتياجات النبات في كل مرحلة نمو.
فالإفراط في الري أو نقصه قد يؤديان إلى تدهور صحة الأشجار أو تساقط الأزهار والثمار، مما ينعكس سلبًا على العائد الاقتصادي للمزارعين.
ري ما قبل التزهير: الاستعداد للمرحلة الأهم
ينصح الدكتور جمعة بريّ الأشجار رية غزيرة قبل بدء موسم التزهير بحوالي أسبوعين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تهيئ التربة وتضمن وجود رطوبة كافية لتغذية البراعم الزهرية.
وفيما يتعلق بفترة التزهير ذاتها، شدد على ضرورة تجنب الري خلالها، إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل تعرض الأشجار لرياح ساخنة، وفي هذه الحالة يجب أن يكون الري "على الحامي"، أي بكميات محدودة للغاية، لتوفير رطوبة خفيفة دون التأثير على تماسك الزهور.
الري أثناء العقد والنمو: توازن دقيق حسب تطور الثمار
خلال فترة تفتح الزهور وثبات العقد، يُستكمل الري الخفيف بنفس النمط الحذر. ومع بداية نمو الثمار، خاصة من شهر مايو وحتى أكتوبر، يجب زيادة معدلات الري تدريجيًا.
وتُعد شهور الصيف، وخصوصًا يوليو وأغسطس، فترة حرجة تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث تنمو الثمار بسرعة كبيرة وتزداد في الحجم. لذلك يُفضل أن يتم الري خلال ساعات الصباح الباكر أو في المساء لتفادي تبخر المياه بفعل درجات الحرارة المرتفعة.
الخريف: تقليل المياه وتهيئة الشجرة للنضج
اعتبارًا من نهاية أكتوبر وطوال فصل الخريف، يجب تقليل كمية المياه تدريجيًا، مع إطالة الفترة الزمنية بين كل رية وأخرى، وذلك بسبب انخفاض احتياج الأشجار للماء بعد اكتمال نمو الثمار واقتراب مرحلة النضج.
يساعد هذا النهج على تعزيز جودة الثمار ومتانة القشرة الخارجية، مما يزيد من صلاحيتها للتخزين والتسويق.
الشتاء: الري المتباعد على الحامي
خلافًا للاعتقاد الشائع، لا يُنصح بوقف الري تمامًا خلال فصل الشتاء. ويوضح الدكتور جمعة أن الأشجار تحتاج إلى ريات متباعدة كل 30 إلى 45 يومًا تقريبًا، ويُفضل أن يكون الري أيضًا "على الحامي" لتجنب تشبع التربة بالماء، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وقلة تبخر المياه.
ريّ الموالح... مفتاح النجاح في الإنتاج
تُبرز هذه الإرشادات العلمية الدور المحوري للري في إدارة بساتين الموالح، إذ أن تطبيقها بدقة يُحدث فرقًا كبيرًا في كمية ونوعية الإنتاج. كما تساعد هذه الممارسات على ترشيد استهلاك المياه، مما يحقق الاستدامة البيئية والاقتصادية معًا.