حقن الطين في الأراضى الصحراوية يلقى استحسان المستثمرين .. ورئيس المشروع يكشف حقائق النانو كلاي

نجح مشروع حقن التربة الرملية بالطين برعاية مركز بحوث الصحراء في تجهيز مساحة 100 فدان بمزرعة إنتاجية في غرب المنيا، وهي أراضي رملية بكر تُزرع لأول مرة لدي احد المستثمرين، وذلك في بيان عملي لجهود المشروعات الخضراء الذكية التي تدعم مسيرة الدولة في مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية على القطاع الزراعي، حيث يُحدث المشروع تحولًا حقيقيًا في الخواص الطبيعية والكيميائية والمائية للأراضي الصحراوية، من خلال تقنيات علمية بسيطة وفعّالة.
قال الدكتور علي عبد العزيز رئيس مشروع حقن التربة الرملية بمركز بحوث الصحراء، إن الأرض التي نجح عليها المشروع، تُزرع لأول مرة وتعاني من ملوحة مرتفعة، ويأتي هذا المشروع الواعد ضمن توجه الدولة المصرية لتعزيز الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وتطبيق مخرجات البحث العلمي على أرض الواقع.
طريقة تطبيق حقن التربة الرملية بالطين:
أضاف الدكتور علي عبد العزيز، أن الفريق البحثي قام بمعالجة وحقن التربة الرملية المتأثرة بالملوحة بحبيبات السلت والطين فقط، دون إضافة أي أسمدة عضوية، لتحسين خصوبتها بشكل طبيعي، مشيرًا إلى أن زراعة القمح في هذه الأراضي تمت باستخدام نظام الري بالتنقيط، حيث كانت تُروى الأراضي المعالجة والمحقونة بالسلت والطين كل 15 يومًا، مقارنة بالأراضي الرملية غير المحقونة، التي تُروى كل 4 أيام، ما يسهم في توفير كميات كبيرة من مياه الري، والأسمدة الكيميائية والعضوية المضافة، كما يُسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة الناتجة عن ماكينات الري.
فوائد حقن التربة الرملية بالطين:
وأشار، إلى أن إضافة حبيبات السلت والطين فقط إلى التربة الرملية، دون شحنها بالعناصر الغذائية الكبرى والصغرى، أعطى نتائج جيدة جدًا، منافسة لعمليات الخدمة التقليدية (كالسماد البلدي والطمي المنقول)، حيث تم تحويلها في وقت قياسي إلى أراضٍ منتجة، قادرة على زراعة القمح بكفاءة غير مسبوقة.
إشادة المستثمرين شهادة نجاح المشروع:
من جانبه قال المهندس محمد الطويل، صاحب المزرعة الإنتاجية بمنطقة غرب المنيا التي طُبق عليها المشروع، أن ما حدث في مزرعته ليس مجرد تجربة، بل تحول حقيقي من أرض قاحلة إلى مصدر إنتاج وغذاء، معبرًا عن سعادته بكونه من أوائل المستثمرين في غرب المنيا الذين آمنوا بالتقنية وطبّقوها على أرض الواقع، داعيًا باقي المستثمرين والمزارعين إلى تبنّي هذه التكنولوجيا التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في قلب الصحراء.
النانو كلاي حقيقة أم وهم ؟
من ناحية أخرى فقد تزايد الأقاويل عن انتشار تقنيات علمية حديثه من شأنها استخدام النانو كلاي كأحد الوسائل الجديدة في حقن التربة الرملية بالطين في صورة جزيئات شديدة الصغر بحجم النانو.
في هذا السياق أكد الدكتور علي، إن الفريق البحثي أثبت أكذوبة تقنيات النانو في حقن ومعالجة التربة الرملية بالطين حيث تم إنتاجه كأحد مخرجات خط الانتاج قادر ١ الموجود في مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح بمحافظة مرسى مطروح، و استطرد رئيس المشروع" جربنا اضافته للأراضي لقيناه بيتغسل في الأرض وله عيوب كثيرة"
مقارنة تكلفة وكفاءة حقن التربة:
أوضحت الدكتورة دينا أحمد علي، نائب رئيس مشروع حقن التربة والمسؤول الإعلامي للمشروع، أنَّ تقنية حقن التربة باستخدام مادة السلت والطين تتفوق اقتصاديًا وتشغيليًا على تقنية النانو كلاي.
المزايا الاقتصادية والثبات:
شددت الدكتورة دينا على، خلال حديثها مع جريدة الأرض، أنَّ التكلفة الاقتصادية للحقن بالسلت والطين أرخص بكثير ولا تُقارن بتكلفة النانو كلاي، علاوة على ذلك فإنه يتميز السلت والطين بالثبات، حيث يبقى في التربة ولا يهاجر من مناطق الحقن، على عكس النانو كلاي الذي يتم غسله سريعًا بمياه الري، مما يفقده فاعليته.
تحسين خواص التربة الرملية:
أشارت د.دينا، إلى أن تقنية الحقن بالسلت والطين ميزة إضافية وحيوية، وهي أنها تمنح التربة الرملية نفس المواصفات والخصائص الممتازة للتربة الطينية، مما يعزز من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات.
واختتمت حديثها، يعد المشروع ضمن المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية حيث تمثل فرصة مهمة لجذب المستثمرين لتطوير هذا المشروع بجميع تكنولوجياته المختلفة من فئة المشروعات المتوسطة إلى فئة المشروعات الكبري، ما يؤهله مستقبلاً أن يصبح من أهم المشروعات القومية في مجال استصلاح الأراضى الصحراوية لتوطين منتج محلى في مصر.
ثلاث براءات اختراع المشروع من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا:
يذكر أن هذا المشروع من المشروعات الخضراء الذكية الصديقة للبيئة والذي يعزز تطبيقه العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة كما ان هذه التكنولوجيا حاصلة علي ثلاث براءات الأولى تحمل (رقم 31153) تحت عنوان ( تركيبة من معقد غروى عضوى معدنى مشحون بالعناصر الكبرى والصغرى تحقن لمعالجة التربة الرملية) والبراءة الثانية تحمل (رقم 31154) تحت عنوان ( تركيبة من معقد عضوى معدنى حيوى تحقن لمعالجة الأراضى الرملية الجيرية المتدهورة) والبراءة الثالثة تحمل (رقم 31210) تحت عنوان (تركيبة من حبيبات السلت والطين المخصب بالتدوير الذكى للمخلفات العضوية والصخور الطبيعية تخلط لتثبيت الكثبان الرملية) وجارِ التسجيل الدولى لبراءات الاختراع طبقاً لاتفاقية التعاون الدولى pcT ويقدم الطلب فى أكثر من 144 دولة من الدول الأعضاء.
جوائز حكومية للمشروع الواعد:
وقد فاز المشروع بالجائزة الأولى عن المشروعات المتوسطة على محافظة مطروح في الدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية لعام 2024 ممثلا عن محافظة مطروح.

