الأرض
موقع الأرض

خبير زراعي يكشف القواعد الذهبية لتسميد الموالح

تسميد الموالح
كتب - إسلام موسى: -

أوضح الدكتور علاء جمعة، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، أن تسميد أشجار الموالح يتطلب دقة علمية عالية ومعرفة دقيقة بتركيب الأسمدة، تجنبًا لتفاعلات كيميائية قد تؤدي إلى فقدان العناصر الغذائية، وبالتالي انخفاض كفاءة امتصاص النبات لها وتأثر الإنتاجية سلبًا.

وأكد د. جمعة أن من الأخطاء الشائعة التي يجب تفاديها عند تسميد أشجار الموالح خلط الأسمدة النترانية مع سماد سوبر فوسفات الكالسيوم، حيث يؤدي هذا التفاعل إلى تكوّن حمض النيتريك الذي يتحلل بسرعة، ويصاحبه فقد كبير في عنصر الآزوت الضروري لنمو الأشجار.

وأضاف أن هناك تفاعلات أخرى خطيرة يجب تجنبها، ومنها خلط سوبر فوسفات الكالسيوم بأي سماد يحتوي على كالسيوم ذائب مثل نترات الجير أو أسمدة تحتوي على الحديد أو الأمونيوم، حيث يؤدي هذا المزج إلى تحوّل الفوسفات إلى صورة غير ذائبة، ما يُقلّل من استفادة النبات منه، ويؤثر على التوازن الغذائي المطلوب لنمو الأشجار.

كما حذّر د. جمعة من خلط سلفات النشادر مع نترات الكالسيوم، لأن هذا التفاعل يؤدي إلى فقدان النيتروجين على هيئة غاز نشادر، ما يضر بجدوى التسميد ويزيد من التكلفة دون فائدة حقيقية تُذكر.

وأوضح أيضًا أن عدم استجابة أشجار الموالح للتسميد بعنصر معين لا يعني بالضرورة عدم حاجتها إليه، بل قد يكون السبب في ذلك عوامل خارجية، مثل نقص عنصر آخر بدرجة حادة، أو ضعف كفاءة الري، أو ظروف مناخية غير ملائمة، أو حتى تفاعلات تؤدي إلى تثبيت العنصر في التربة أو الجذور، مما يحول دون امتصاصه.

وفيما يتعلق بالعناصر الصغرى، أوصى الدكتور علاء جمعة بتطبيقها عن طريق الرش الورقي وليس من خلال التربة، وذلك لأن كمياتها صغيرة جدًا، كما أن إضافتها للتربة قد يؤدي إلى تثبيتها وفقدان فاعليتها. وأكد أن الصورة المخلبية لتلك العناصر تُعد الأفضل لسهولة امتصاص النبات لها مقارنة بالصورة الكبريتية.

وأشار في ختام حديثه إلى أن فهم تفاعلات الأسمدة ومراعاة ظروف النبات والتربة يشكّلان أساس نجاح برامج التسميد، وأن التسميد غير المدروس قد يُؤدي إلى خسائر مادية وزراعية كبيرة، خاصة في المحاصيل البستانية عالية القيمة مثل الموالح.