خبيرة تكشف أبرز أعراض السعار القاتلة

كشفت الدكتورة رقية أحمد شيبة، من قسم الإرشاد بمديرية الطب البيطري في سوهاج، عن خطورة الأعراض المبكرة لمرض السعار (داء الكلب) لدى الإنسان، مؤكدة أن العلامات الأولى تبدأ غالبًا بشعور بالألم أو وخز أو حكة جلدية في موضع العضة أو دخول الفيروس إلى الجسم.
ووفقًا للدكتورة شيبة، لا تتوقف مؤشرات الإصابة على الأعراض الموضعية، بل يصاحبها تطورات جهازية تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وقشعريرة، إضافة إلى شعور عام بالإرهاق وآلام في العضلات. وتُعد هذه المرحلة بمثابة التحذير الجسدي الأول الذي ينذر ببدء انتشار الفيروس داخل الجهاز العصبي المركزي.
وأكدت شيبة في تصريحاتها أن المرض لا يتوقف عند تلك المرحلة، بل يتطور تدريجيًا، حيث تبدأ أعراض الاضطراب العصبي بالظهور، وأبرزها: الإعياء الشديد، والتشوش الذهني، تليها نوبات من التشنجات، قبل أن يدخل المريض في غيبوبة تفضي غالبًا إلى الوفاة.
وأضافت الدكتورة شيبة أن العلامة الأكثر تميّزًا والتي تثير الشك المباشر في الإصابة بالسعار، هي تقلصات وانقباضات عضلية غير منتظمة في عضلات التنفس تحدث بمجرد رؤية الماء، وهي الحالة المعروفة طبيًا باسم رهاب الماء (Hydrophobia)، وقد تُحفَّز الأعراض أيضًا عند التعرض لتيارات الهواء، وتُعرف تلك الحالة بـرهاب الهواء (Aerophobia)، وهما عرضان سريريان لا يظهران في معظم الأمراض العصبية الأخرى.
وأشارت شيبة إلى أن السعار، بمجرد أن يصل إلى الجهاز العصبي، يبدأ في التأثير تدريجيًا على مختلف أعضاء الجسم الحيوية، بما في ذلك الجهاز التنفسي والدورة الدموية، موضحة أن الوفاة تُعد النتيجة الحتمية في معظم الحالات، رغم تقديم أقصى درجات الرعاية الصحية والدعم التنفسي للمصابين.
وتابعت: هناك نوع آخر من داء الكلب يُعرف باسم السعار الشللي (Paralytic Rabies)، ويُعد أقل شيوعًا ولكنه لا يقل فتكًا. تبدأ أعراضه بحدوث شلل في موضع العضة، ثم ينتشر تدريجيًا ليشمل أجزاء واسعة من الجهاز العصبي، إلى أن يصل المريض إلى مرحلة الشلل الكامل، والتي تنتهي كذلك بالوفاة.
وأبرزت شيبة في حديثها أهمية الكشف المبكر والتدخل الوقائي العاجل بعد التعرض للعض أو الخدش من الحيوانات، خاصة الكلاب والقطط والوطاويط، مؤكدة أن الوقاية تبقى خط الدفاع الأول في مواجهة هذا المرض القاتل، لأن فرص النجاة تنعدم تقريبًا بعد ظهور الأعراض السريرية.