الأرض
موقع الأرض

أزمة تضرب إنتاج البصل في نيجيريا

أزمة البصل في نيجيريا
كتب - محمود راشد: -

ارتفعت صادرات البصل عالميا بنسبة 15.5% على أساس سنوي في الربع الأول من 2025 لتصل إلى 472 ألف طن، بقيمة سنوية تقارب 5 مليارات دولار. ورغم هذا النمو في الطلب، يواجه قطاع البصل في نيجيريا تحديات خطيرة جعلته عاجزا عن تلبية احتياجات السوق المحلية، بسبب البذور المقلدة والفيضانات والأمطار غير المنتظمة.
خسائر فادحة للمزارعين بسبب البذور المقلدة
في ولاية جيجاوة، ثاني أكبر مناطق إنتاج البصل في البلاد، بلغت الخسائر نحو مليار نايرا (660 ألف دولار). وأكد مزارعون أن جزءا كبيرا من المحاصيل لم ينبت بسبب رداءة البذور. وأوضح رئيس جمعية منتجي ومصنعي ومسوقي البصل في نيجيريا، عليو مايتسامو إيسا، أن البذور المقلدة كبدت المزارعين خسائر كبيرة، ما سيؤثر على دخلهم، ويعمق ندرة المحصول ويرفع الأسعار.
الفيضانات والتقلبات المناخية تضاعف الأزمة
تنتج نيجيريا قرابة مليوني طن من البصل سنويا، يستهلك معظمها محليا، لكن الفيضانات التي اجتاحت شمال البلاد دمرت محاصيل بقيمة 300 مليار نايرا (198 مليون دولار). كما أثرت الأمطار غير المنتظمة سلبا على دورة نمو النبات، وجعلته أكثر عرضة للأمراض. وأوضح داودا مارما، رئيس جمعية مزارعي البصل في جيجاوة، أن الأمطار الطويلة أتلفت المحاصيل في مختلف مراحل نموها، مشيرا إلى أن مزارعين مثقلين بالديون قد يتوقفون عن زراعة البصل نهائيا.
توسع في صادرات دول منافسة
في المقابل، استفادت دول أخرى من تنامي الطلب العالمي، حيث ارتفعت صادرات المغرب إلى 238 مليون دولار في موسم 2024/2025، بزيادة تقارب ستة أضعاف مقارنة بالعام السابق. أما في نيجيريا، فتصل خسائر ما بعد الحصاد إلى 40% في بعض الولايات نتيجة نقص مرافق التخزين البارد وضعف البنية التحتية.
تحديات الأسعار والبذور المستوردة
يشكو المزارعون من دخول بذور مقلدة عبر ولايتي كيبى ويوبي، في وقت ارتفع فيه سعر العبوة المستوردة عالية الجودة (500 جرام) إلى 180 ألف نايرا (118 دولارا)، مقارنة بـ 20 ألف نايرا فقط في عام 2022، ما يجعلها بعيدة المنال لكثير من المزارعين.
مخاوف أمن غذائي متصاعدة
يعد البصل عنصرا أساسيا في المطبخ النيجيري، وقد أدى نقص المعروض إلى ارتفاع الأسعار في بلد يعيش فيه أكثر من 133 مليون شخص تحت خط الفقر متعدد الأبعاد. وتحذر منظمات الصناعة من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تكرار أزمة 2020، عندما تضاعفت الأسعار أربع مرات.
دعوات للإصلاح والاستثمار
دعت منظمة نوبمان إلى تشديد الرقابة على واردات البذور وزيادة الاستثمار في أنظمة الري والتخزين البارد وتسهيل الوصول إلى التمويل. كما يخطط بعض المزارعين في جيجاوة لإنشاء سوق مخصصة للبصل في مارما لجذب المشترين الإقليميين. وقال إيسا: "البصل ليس مجرد خضار عادي، بل هو عنصر أساسي في نظامنا الغذائي واقتصادنا. وإذا انهار هذا القطاع، ستشعر البلاد بأسرها بالعواقب".