ألمانيا تبحث عن بدائل لبذور اللفت في ظل تغير المناخ

تتصاعد المخاوف في ألمانيا بشأن استدامة زراعة بذور اللفت، أحد أهم المحاصيل الزيتية في أوروبا، بسبب حساسيتها للجفاف وارتفاع تكاليف زراعتها. وفي إطار مشروع الاتحاد الأوروبي "المعرفة المناخية"، يدرس الباحثون خيارات بديلة تشمل فول الصويا، وعباد الشمس، والقنب الصناعي، والكاميلينا، في محاولة للتكيف مع التغيرات المناخية وضمان استقرار إنتاج الزيوت النباتية.
فول الصويا يتوسع مع الاحتباس الحراري
أصبح فول الصويا خيارا واعدا في ولايتي بافاريا وبادن-فورتمبيرج، حيث تغطيان نحو 70% من مساحته المزروعة في ألمانيا. ويستفيد من قدرة البكتيريا على تثبيت النيتروجين وتحسين خصوبة التربة، لكن حساسيته للجفاف أثناء الإزهار تظل تحديا. ومع ارتفاع درجات الحرارة، باتت ولايات شمالية مثل ساكسونيا السفلى وشمال الراين-وستفاليا أكثر ملاءمة لزراعته.
عباد الشمس: مقاوم للجفاف والحرارة
يمثل عباد الشمس بديلا قويا لبذور اللفت بفضل جذوره العميقة وقدرته على تحمل الحرارة ونقص المياه. يزدهر بشكل خاص في شرق ألمانيا، مثل براندنبورج وساكسونيا أنهالت، لكنه لا يزال محصولا متخصصا. ويتوقع أن يتوسع إنتاجه مع ارتفاع الأسعار، رغم التحديات المرتبطة بنقص الأصناف الملائمة للبنية التحتية المحلية.
القنب الصناعي: قيمة زراعية وصديقة للتربة
أثبت القنب الصناعي قدرته على التكيف مع الجفاف المعتدل وتقديم فوائد بيئية، مثل تحسين بنية التربة وتقليل الأعشاب الضارة. ويزرع أساسا في شمال وشرق البلاد، لكن توسعه ما يزال مقيدا بالمتطلبات القانونية الصارمة. ومع ذلك، يعد من المحاصيل الواعدة خاصة في الزراعة العضوية، حيث أن نصف مساحته مزروعة بطريقة معتمدة عضويا.
الكاميلينا: المحصول القوي في التربة الفقيرة
تعتبر الكاميلينا مناسبة للتربة الرملية والمناخات القاسية، وتتحمل الجفاف والصقيع مع دورة نمو قصيرة. ورغم أن إنتاجها من الزيت متواضع، فإن قدرتها على التكيف تجعلها خيارا استراتيجيا في ظل التغير المناخي، خصوصا في براندنبورج والمناطق الشمالية.

