”الكشاكيل” تخطف الأولوية.. وتسقط أسعار الدواجن في الأسواق
تصدرت "الكشاكيل والأقلام" المشهد هذا الشهر، متقدمة على "الفراخ" في أولويات الأسر، مما أدى إلى هبوط واضح في أسعار الدواجن داخل أسواق محافظة كفر الشيخ، وسط حالة من الركود التي لم تكن بفعل السوق وحده، بل بسبب سباق تجهيز العام الدراسي الجديد.
شهدت أسواق محافظة كفر الشيخ خلال سبتمبر الجاري هدوءًا غير معتاد، تمثل في تراجع أسعار الدواجن بنسب ملحوظة، في ظل انشغال آلاف الأسر بتلبية متطلبات العودة إلى المدارس. هذا المشهد، الذي بدا للوهلة الأولى وكأنه تغير مؤقت في العرض والطلب، يكشف عن ديناميكية موسمية تؤثر سنويًا على حركة السوق في مثل هذا التوقيت.
الأسر تفضل المستلزمات المدرسية على "سلة الغذاء"
أوضح حسني غراب، صاحب بورصة دواجن في كفر الشيخ، أن حالة الركود التي يشهدها السوق ليست طارئة، بل تتكرر سنويًا مع حلول شهر سبتمبر. السبب؟ ارتفاع الإنفاق على المستلزمات المدرسية التي تُجهد ميزانية الأسر، مما يضطر الكثيرين لتقليص الإنفاق على بعض السلع الأساسية، وفي مقدمتها الدواجن.
تراجع الأسعار رغم ارتفاع التكاليف
بحسب غراب، فإن آليات التسعير تتفاعل بسرعة مع ضعف الإقبال، حيث يتم تعديل الأسعار بشكل شبه يومي عبر تفاهمات بين المزارع ومكاتب البورصة. فعلى سبيل المثال، انخفض سعر كيلو الدواجن من المزرعة من 63 إلى 61 جنيهًا في محاولة من المربين لتقليص الخسائر. بعد إضافة هامش ربح البورصة وتكاليف النقل، المعروفة بين التجار بمصطلح "الخُسَيّة" وتُقدّر بنحو 7 جنيهات، وصل السعر النهائي للمستهلك إلى 70 جنيهًا للكيلو.
تنسيق حذر لضبط السوق
وأكد غراب أن التنسيق المستمر بين المربين ومكاتب البورصة يُعد أمرًا حاسمًا في هذه المرحلة، بهدف الحفاظ على استقرار السوق ومنع أي انهيار في الأسعار قد يضر بمصالح المنتجين. وتظل التوقعات متفائلة بانتعاش السوق عقب انتهاء موسم المدارس، حيث يُتوقع أن تعود الأسعار للارتفاع تدريجيًا مع عودة الطلب.
لا شك أن ظاهرة تراجع أسعار الدواجن في كفر الشيخ هذا الشهر تكشف عن ارتباط وثيق بين المواسم الاجتماعية والاقتصادية وسلوك المستهلك. فالعودة إلى المدارس باتت تمثل حدثًا اقتصاديًا لا يقل تأثيرًا عن المناسبات الدينية أو العطلات، حيث تُعاد صياغة أولويات الإنفاق في البيوت المصرية.
ما جرى في سوق الدواجن ليس أزمة بقدر ما هو مؤشر مهم على مدى حساسية السوق المحلي للتحولات الموسمية، وهو ما يتطلب مرونة عالية من المنتجين، وقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات.