أسوان تعلن الطوارئ لحماية الرقعة الزراعية

أطلقت محافظة أسوان حالة من الاستنفار العام داخل أروقة إدارة شئون التعاون الزراعي، في مواجهة شرسة ضد محاولات التعدي على الرقعة الزراعية. وفى ظل تعليمات مباشرة من محافظ أسوان اللواء إسماعيل كمال، كثفت الأجهزة الزراعية حملاتها الميدانية لمنع تغوّل "غول التعديات" الذي يهدد الأراضي الزراعية ويحولها إلى كتل خرسانية تلتهم الأخضر واليابس.
تحرك عاجل لحماية الأراضي الزراعية من التعديات
أكد المهندس محمود قناوي، مدير إدارة شئون التعاون الزراعى بأسوان، أن الأجهزة المعنية أعلنت حالة الطوارئ القصوى، حيث يجوب مسئولو حماية الأراضي الزراعية جميع المراكز، في مراقبة يومية ومستمرة، لمنع أي تعديات في مهدها.
وأشار قناوي إلى أن الإدارة استحدثت آليات جديدة لرصد أي أعمال بناء مخالفة أو تشوينات على الأراضي الزراعية، من خلال التنسيق الكامل مع أجهزة المحافظة، والوحدات المحلية، والشرطة، وغرفة العمليات المركزية لحماية الأراضي.
وأوضح أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الدولة لمكافحة ظاهرة التعدي على الأراضي الزراعية، والتي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي المصري، مؤكدًا أن هناك تواصلًا مستمرًا بين الجهات المعنية لرصد أي محاولة اعتداء على الأراضي واتخاذ إجراءات فورية بالإزالة والتحويل للمحكمة المختصة.
التكنولوجيا تراقب.. والمتعدّي يُحاسب
وأكد قناوي أن الإجراءات الرادعة شملت استخدام تكنولوجيا التصوير الجوي عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، حيث يتم رصد أي تغيير في معالم الأراضي الزراعية ومتابعته بدقة. وفي حال اكتشاف مخالفة دون تحرير محضر، يتم إحالة المسئول المختص فورًا للتحقيق، مما خلق حالة من الانضباط والرقابة الصارمة على مستوى الجمعيات الزراعية.
ولفت إلى أن المزارعين باتوا أكثر حذرًا من ارتكاب مخالفات، نظرًا لتغليظ العقوبات وخطورة المثول أمام المحاكم الزراعية، بجانب الرقابة الدقيقة والمستمرة على الحقول والمزارع.
آليات جديدة وتمكين الموظفين للإبلاغ
أبرز ما كشف عنه مدير إدارة التعاون الزراعي هو منح صلاحيات كاملة لأي موظف بالإدارة أو الجمعيات الزراعية، سواء مشرف أو عامل، للإبلاغ الفوري عن أي تعدٍّ يُرصد على الأرض الزراعية، ما شكّل درعًا قويًا ضد التعديات في مراحلها الأولى، قبل أن تتحول إلى مبانٍ يصعب التعامل معها.
وأوضح أن الحفاظ على الأراضي الزراعية يُعد استثمارًا وطنياً، خاصة في ظل ما تتكبّده الدولة من أموال وجهود لاستصلاح الأراضي وتحويلها إلى مساحات صالحة للزراعة.
دعم رئاسي.. وتحفيز على زراعة القمح والذرة
وتحدث قناوي عن الدور الكبير الذي لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحفيز المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح والذرة، من خلال رفع أسعار التوريد الرسمية، وهو ما عزز من رغبة الفلاحين في العودة للأرض وزراعة ما يخدم الأمن الغذائي الوطني.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة دعمت المزارعين بتقاوى محسنة بأسعار مدعومة، حيث تم تخفيض سعر شيكارة التقاوي لصغار المزارعين إلى 275 جنيهاً بدلاً من 550 جنيهاً، بنسبة دعم وصلت إلى 50%، ما رفع من إنتاجية الفدان بنسبة 30% في بعض المناطق.
التحول إلى الري الحديث: طريق الزراعة المستدامة
وأكد قناوي أن التحول إلى نظم الري الحديث، كالرش والتنقيط، أصبح ضرورة ملحّة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وشحّ المياه. وأضاف أن الري التقليدي بالغمر يتسبب في إهدار كبير للمياه ويضعف من كفاءة امتصاص النبات للعناصر الغذائية، بينما الري الحديث يسهم في رفع كفاءة الفدان من حيث الإنتاج وتوفير المياه.
فعلى سبيل المثال، يستهلك فدان القمح بالري الحديث 140 مترًا مكعبًا فقط سنويًا، مقابل 200 متر مكعب في الري بالغمر. أما القصب، فينخفض استهلاك المياه من 12 ألف متر مكعب إلى نحو 6 آلاف في حال استخدام الري الحديث، ما يعكس فارقًا هائلًا في الحفاظ على المياه.
التدريب والإرشاد.. مفاتيح الإنتاجية المرتفعة
وسلط قناوي الضوء على أهمية الندوات الإرشادية والمدارس الحقلية التي نظمتها الجمعيات الزراعية، والتي ساهمت في رفع وعي المزارعين بأهمية التسميد المبكر، والزراعة على المصاطب، واختيار التوقيت المناسب لوضع الأسمدة، وهي ممارسات تزيد إنتاجية الفدان بما لا يقل عن 4 أرادب إضافية للقمح.
وأكد أن المتابعة الفنية للمزارعين ساهمت بشكل كبير في تحقيق إنتاجية مرتفعة للمحاصيل الاستراتيجية، مع توفير جميع متطلبات الإنتاج مثل الحرث، والتسوية بالليزر، والأسمدة.
"حياة كريمة".. دفعة قوية للتنمية الزراعية في أسوان
وأشاد قناوي بمبادرة "حياة…