الأرض
موقع الأرض

زراعة الثوم تواجه تحديات أمراض وتكاليف مرتفعة

طرق زراعة الثوم المصري
كتب - إسلام موسى: -

تحقق مصر مراكز متقدمة عالميًا في إنتاجية محصول الثوم، لكنها في الوقت ذاته تواجه جملة من التحديات تهدد هذا القطاع الزراعي الاستراتيجي، أبرزها انتشار الأمراض والتكاليف المرتفعة، مما يستدعي تدخلات عاجلة لضمان استدامة الإنتاج.

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الثوم من المحاصيل ذات العائد المرتفع حال التزام المزارعين بالتوصيات الفنية والعمليات الزراعية الصحيحة في المواعيد المناسبة. وشدد على أن تطبيق التعليمات بدقة يضمن للمزارع أعلى إنتاجية وجودة ممكنة، وبالتالي تحقيق عوائد مجزية.

مصر الثانية عالميًا في إنتاجية الفدان

أوضح "فهيم" أن مصر تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد إسبانيا في إنتاجية فدان الثوم، بفضل الظروف المناخية الملائمة والخبرة المتراكمة لدى المزارعين. وتتركز زراعة الثوم في محافظات المنيا، بني سويف، الشرقية، والدقهلية، حيث تستحوذ محافظتا المنيا وبني سويف وحدهما على نحو 40% من إجمالي المساحات المزروعة على مستوى الجمهورية.

ثلاثة أصناف رئيسية.. لكل صنف خصائصه

تتنوع أصناف الثوم المزروعة في مصر إلى ثلاثة رئيسية، وفقًا لفهيم:

الصنف البلدي: يتميز بلون القشرة البيضاء، ويحتوي الرأس على 40 إلى 60 فصًا، ويعد أكثر تحمّلًا للأمراض.

سدس 40 وإيجاسيد 1: يتشابهان في الشكل، ويتميزان برأس ذات لون بنفسجي خفيف، وعدد الفصوص يتراوح بين 10 إلى 15 فصًا، ويزرعان غالبًا في الوجه البحري.

مواعيد الزراعة تضمن الجودة والإنتاجية

بحسب فهيم، تبدأ زراعة "سدس 40" و"إيجاسيد 1" في الوجه البحري منتصف سبتمبر، بينما في الوجه القبلي تكون خلال النصف الأول من أكتوبر. وأوضح أن الالتزام بالمواعيد الزراعية المناسبة يساهم في تكوين مجموع خضري قوي ورؤوس كبيرة الحجم.

التقاوي.. تفاصيل دقيقة لإنتاج ناجح

يحتاج الفدان من الثوم البلدي إلى نحو 300 كجم من التقاوي بالعروش، بينما يحتاج فدان "سدس 40" و"إيجاسيد 1" إلى ما بين 450 إلى 500 كجم عند الزراعة اليدوية، وترتفع إلى 650 – 700 كجم عند استخدام الميكنة.

ويُعد تجهيز التقاوي خطوة حاسمة، حيث يتم تفصيص الفصوص قبل الزراعة بيوم أو يومين، ثم غمرها في مياه جارية لمدة 16 إلى 24 ساعة، تليها معالجة بالكبريت الميكروني للقضاء على الأكاروسات المسببة للأمراض.

الزراعة والري.. طرق متعددة لتحقيق أفضل النتائج

أشار فهيم إلى أن الزراعة تتم بإحدى طريقتين:

1. الشك: في الثلث العلوي من الخط، مع ترك مسافة 7 – 10 سم بين الفصوص.

2. السطور: ثم تُغطى التربة تغطية خفيفة تسبق الري المباشر.

التحديات تهدد المحصول.. وأمراض تصيب التربة لعقود

رغم أهمية المحصول، أشار فهيم إلى عدة تحديات تواجه زراعة الثوم، من أبرزها:

قلة الأصناف المتوفرة تجاريًا.

انتشار مرض العفن الأبيض في أراضي الوادي، وهو مرض فطري يبقى في التربة أكثر من 20 عامًا ويؤدي إلى تراجع مستمر في المساحات المزروعة.

التذبذب في الأسعار بين المواسم، مما ينعكس سلبًا على عوائد الفلاحين.

ارتفاع تكاليف الإنتاج، والتي تتراوح ما بين 60 إلى 75 ألف جنيه للفدان.

وجود فجوة بين المزارعين والمصدرين بسبب تدخل الوسطاء والسماسرة.

مكافحة متكاملة للآفات.. وأصناف أكثر مقاومة

أوضح رئيس مركز معلومات تغير المناخ أن مكافحة الأمراض والآفات تتطلب اتباع أساليب المكافحة المتكاملة، لافتًا إلى أن "التربس" من أبرز الحشرات التي تهاجم المحصول، فيما يعتبر "اللطعة الأرجوانية" من أخطر الأمراض الفطرية التي تؤثر على الأوراق وتقلل من جودة المحصول النهائي.

ونوّه إلى أن الصنف البلدي يُعد أكثر تحمّلًا للأمراض الفطرية مقارنة بالصنفين المستوردين، مما يجعله خيارًا مناسبًا في بعض المناطق المتأثرة بالأمراض.