الأرض
موقع الأرض

عيد الفلاح المصري.. يوم الاحتفاء بعصب الزراعة المصرية

جهاد نادر -

يُعد عيد الفلاح المصري مناسبة قومية هامة تحتفل بها مصر في التاسع من سبتمبر من كل عام، تكريمًا لدور الفلاح في بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي. هذا اليوم ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو اعتراف مستحق بدور الفلاح كأحد الأعمدة الأساسية للتنمية المستدامة في مصر، خاصة في ظل التحديات المتعلقة بالموارد الطبيعية والتغيرات المناخية.

ما هو عيد الفلاح؟ ولماذا يوم 9 سبتمبر بالتحديد؟

يرجع الاحتفال بعيد الفلاح في مصر إلى ذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعي في 9 سبتمبر عام 1952، بعد ثورة 23 يوليو. هذا القانون التاريخي غيّر مجرى الحياة الزراعية في مصر، حيث ساهم في إعادة توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، بعد أن كانت محصورة في يد فئة قليلة من كبار الملاك.

وقد أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن هذا القانون كأول قرارات الثورة الاجتماعية، ليمنح الفلاح المصري حقه في التملك والعيش الكريم، وهو ما جعل يوم 9 سبتمبر رمزًا للعدالة الاجتماعية في الريف المصري.

أهمية الفلاح المصري في دعم الاقتصاد والأمن الغذائي

يعتبر الفلاح المصري هو المحور الأساسي في منظومة الزراعة والإنتاج الغذائي. فمع التحديات التي تواجهها الدولة من حيث نُدرة المياه، وزيادة السكان، وتغير المناخ، يبقى الفلاح هو العنصر البشري القادر على التكيّف والتطوير، عبر استخدام الأساليب الزراعية الحديثة، وتطبيق تقنيات ترشيد المياه وتحسين الإنتاج.

يساهم الفلاح في إنتاج المحاصيل الإستراتيجية مثل: القمح، الأرز، الذرة، القطن، والخضروات.

يعمل على تحسين جودة المنتجات الزراعية لزيادة الصادرات وتحقيق عائد اقتصادي للدولة.

يُعدّ أحد ركائز تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

كيف تحتفل مصر بعيد الفلاح؟

تقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي سنويًا بتنظيم احتفال رسمي بمناسبة عيد الفلاح، يتضمن:

تكريم الفلاحين المتميزين من مختلف المحافظات.

عرض قصص نجاح لمزارعين استخدموا طرق الزراعة الذكية أو طوروا من إنتاجيتهم.

حضور مسؤولين من الحكومة، ورؤساء مراكز الأبحاث، والجمعيات الزراعية.

تسليط الضوء على مشروعات قومية لدعم الزراعة مثل: "التحول لنُظم الري الحديث"، و"مشروع الدلتا الجديدة"، و"البحوث الزراعية".

جهود الدولة لدعم الفلاح المصري

في السنوات الأخيرة، شهدت الزراعة المصرية اهتمامًا غير مسبوق من القيادة السياسية، بهدف تمكين الفلاح المصري من العمل في بيئة أكثر عدالة وكفاءة. ومن أبرز هذه الجهود:

مشروعات التوسع الأفقي (مثل: مشروع مستقبل مصر الزراعي).

تطبيق نظم الري الحديث لتقليل الفاقد في المياه.

دعم توفير الأسمدة والتقاوي بأسعار مناسبة.

إطلاق برامج الإرشاد الزراعي والتدريب على أحدث التقنيات.

دعم صغار المزارعين عبر الجمعيات التعاونية والقروض الميسّرة

التحديات التي يواجهها الفلاح المصري

رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تواجه الفلاح، منها:

ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج.

التغيرات المناخية والجفاف.

صعوبة التسويق في بعض الأحيان.

الحاجة لمزيد من الدعم الفني والتقني.

ومع ذلك، يواصل الفلاح المصري الصمود والعمل، مدفوعًا بحب الأرض وإرادة التطوير.

تم تحديد عيد الفلاح المصري رسميًا لأول مرة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، ليكون يومًا سنويًا للاعتراف بدور الفلاحين في دعم الوطن.