الأرض
موقع الأرض

200 مليون جنيه خسائر الفلاحين بسبب سرقة الزيتون بالإسماعيلية

سرقة الزيتون بالإسماعيلية
-

تتصاعد حدة معاناة مزارعي منطقة سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية مع انطلاق موسم حصاد الزيتون، الذي يبدأ سنويًا في منتصف أغسطس، حيث تحوّل الموسم المنتظر إلى كابوس سنوي بسبب انتشار سرقات المحصول بشكل منظم وعلى نطاق واسع، مما يُهدد استمرار زراعة الزيتون في واحدة من أهم مناطق إنتاجه بمصر.

4000 طن زيتون مسروق سنويًا.. والمزارعون يدفعون الثمن

تشير التقديرات إلى أن حجم الزيتون المسروق من مزارع سرابيوم وحدها يتجاوز 4000 طن سنويًا، وهو ما يُكبد المزارعين خسائر تُقدّر بنحو 200 مليون جنيه كل عام، نتيجة بيع المسروقات لتجار السوق السوداء بأسعار متدنية، بعيدًا عن أعين الرقابة.

ويُحذّر المزارعون من أن هذه الخسائر الهائلة قد تُجبر الكثيرين على التوقف عن الزراعة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، وهو ما يُهدد بتراجع زراعة الزيتون فى المنطقة.

عصابات منظمّة تسرق الزيتون تحت التهديد بالسلاح

يقول المهندس نصر الجندي، أحد المزارعين المتضررين:
"السرقات تتم بطريقة منظمة، حيث تستخدم العصابات دراجات بخارية (تروسيكلات) وسيارات، ويتسللون إلى أطراف المزارع ليلاً، وعندما نحاول التصدي لهم، يُشهرون الأسلحة أو يتجمعون علينا بالقوة".

ويُضيف: "التجار الصغار يشترون الزيتون المسروق بأسعار زهيدة، ما يُشجع استمرار هذه التجارة غير المشروعة، التي تُضرب بها جهود موسم كامل عرض الحائط".

المزارعون: نعيش تحت سطوة الخوف طوال الموسم

يحكي أمجد قاسم، أحد المزارعين، بأسى عن تغير الأجواء التي كانت تُميز موسم الحصاد قديمًا، قائلاً:
"زمان كانت فرحة الحصاد لا تُوصف، وكان الجيران يحمون بعضهم، أما الآن فالسرقة تخيّم على كل المزارع، واللصوص لا يتركون شيئًا.. بل أصبحوا يسرقون حتى قبل بدء الموسم".

ويُضيف أن اللصوص لا يترددون في كسر الأشجار، وتقطيع خراطيم الري، ويتسللون من بين الأشجار أو فوق الأسوار، ولا يبالون بالخسائر التي تلحق بالمزارعين، لأن الربح السريع من المسروقات هو كل ما يعنيهم.

90% من المزارع مُهددة.. والضحية في مهب الريح

يُشير المهندس طارق نهاد إلى أن الظاهرة أصبحت تُهدد ما لا يقل عن 90% من المزارع في سرابيوم، مؤكدًا أن بعض الخفراء تواطؤوا مع العصابات مقابل نصيب من الغنائم، مما يُصعب مهمة السيطرة على الوضع.

ويقول: "في إحدى الليالي سُرق 600 كيلو من مزرعة واحدة، وتم بيعها قبل أن يكتشف المزارع الأمر، والأخطر أن بعض اللصوص يسرقون في وضح النهار، أو تحت ضوء القمر، بعدما عاينوا المزارع سلفًا".

المزارعون يطالبون بتدخل أمني عاجل قبل الانفجار

حذر المهندس محمد سعيد من خطورة استمرار الأوضاع الحالية، موضحًا أن بعض اللصوص بدأوا في الاعتداء الجسدي على الخفراء، وأن الوضع قد يتطور إلى استخدام الأسلحة البيضاء إن لم يتم التصدي للظاهرة بشكل صارم.

ويُطالب المزارعون بضرورة تدخل وزارة الداخلية عبر حملات أمنية مكثفة للقبض على أفراد العصابات وتجار الزيتون المسروق، مؤكدين أن استمرار الوضع بهذا الشكل سيقضي على استثمارهم في زراعة الزيتون بالكامل.