الأرض
موقع الأرض

حوار مزارع زيتون .. كيف أمنع المعاومة؟

اسوداد ثمار الزيتون وتأخير حصادها يشجع ظاهرة المعاومة
كتب - محمود البرغوثي*: -

المعاومة (تبادل الحمل) في أشجار الزيتون صفة جينية، وتختلف حدتها من صنف إلى آخر في الزيتون، حتى داخل النوع الواحد.

المعاومة في زيتون المائدة وزيتون الزيت

أي أنه في أنواع المائدة تتميز الأصناف المحلية (العجيزي - التفاحي - البلدي - المراقي ثنائي الغرض - القاهرة 70) بمعاومة أقل من الأنواع الأجنبية (بيكوال ومنزانيلا "ثنائي الغرض" وكلاماتا)، وفي الأنواع الزيتية تزداد المعاومة مثلا في الكوراتينا، قياسا بالكروناكي، وكلاهما أجنبي.
- ولا توجد طرق زراعية أو برامج سمادية تلغي صفة جينية، لكن يمكن باتباع العلم في برنامج التغذية كسر حدة المعاومة، وذلك من خلال تربية براعم ورقية جديدة سنويا، وتغذيتها جيدا لتكون حديثة ناضجة جاهزة للإزهار والإثمار.

كيفية الحد من ظاهرة المعاومة في أشجار الزيتون

يوصي استشاري "الأرض" بضرورة الاهتمام بأشجار الزيتون على مدار العام، خاصة أثناء الحمل الغزير، حيث أن الحمل الثمري الغزير يستهلك معظم الكربوهيدرات الناتجة عن عملية البناء الضوئي نهارا في درجات الحرارة من 12 إلى 32 درجة مئوية.

وخلال الصيف الحار، لا يتمتع النبات عموما بعدد ساعات كاف لإنتاج سكريات كحولية تتحول إلى سكريات معقدة (كربوهيدرات)، بسبب إغلاق الثغور عند بلوغ درجات الحرارة 33 درجة مئوية، حيث يتوقف امتصاص الماء من الجذور (عدم توافر جزيء الهيدروجين)، كما لا يمتص الثغر المغلق ثاني أكسيد الكربون الجوي، وبالتالي لا تتم العملية الكيميائية لتخليق الكربوهيدرات بتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع هيدروجين البخر المائي داخل الثغر.

روشتة التغلب على غلق الثغور في الحرارة العالية

ويضع استشاري "الأرض" روشتة التغلب على انغلاق الثغور ميكانيكيا، وذلك بتوفير عنصر البوتاسيوم باستمرار في محلول الرش في أيام الموجات الحارة (سليكات البوتاسيوم) مثلا، أو نترات البوتاسيوم مع البرولين تحديدا، وذلك لفتح الثغر فيسيولوجيا.

تفسير أسباب فتح الثغور ميكانيكيا أثناء الحرارة العالية

ثبت علميا، أن توافر عنصر البوتاسيوم داخل الخلية النباتية، وتحديدا في الخلايا الحارسة المحيطة بالثغور التنفسية، يرفع الضغط الإسموزي فيها، وبالتالي تسحب جزء من الماء في الأوعية الناقلة أو عن طريق الأغشية الخلوية المحيطة، فتمتلئ الخلايا الحارسة ذات الشكل الكلوي بالماء، فترتخي للأسفل، لتفتح الثغر ميكانيكيا، فيحدث النتح في صورة بخار ماء. وحتى لا ينهار النبات لفقد الماء داخل أغشيته الخلوية أو أوعيته الناقلة (الماء الواصل إلى هنا ينتقل من الجذور بالخاصية الشعرية وليس بالامتصاص)، وهنا ترسل الأغشية الناقلة إشارتها إلى الجذور بإمكانية إرسال المياه، وهنا يحدث الامتصاص استجابة لإتمام النتح الإجباري، وبالتالي وصول العصارة بما فيها من عناصر سمادية (يشترط وجود محتوى رطوبي في منطقة الجذور).

دور البرولين في توفير المياه للثغور الحارسة

يتحدد دور البرولين أيضا، (وهو حمض أميني منشئ للبروتين)، في رفع إسموزية الخلايا أيضا، ويفرزه النبات تحت ظروف الإجهاد الحراري (ارتفاع درجات الحرارة عن مستوى تحمل النبات - 33 درجة مئوية)، لكن النباتات سيئة التغذية لا تجد العناصر الكافية لتخليق هذا الحمض الأميني الحر، وبالتالي تجب إضافته مع محلول الرش في أيام الموجات الحارة، ولا يتوقف موعد رشه على أيام تحجيم الثمار فقط، ولكن في دورة التزهير والعقد أيضا، نظرا لدوره أيضا في تقوية الجهاز المناعي للشجرة.

مهندس زراعي يفحص حالة ثمار الزيتون لتحديد موعد الحصاد

كسر حدة المعاومة بتبكير الحصاد

من الثابت علميا أيضا، والحديث لاستشاري الزيتون في موقع "الأرض"، أن تأخير حصاد الثمار إلى طور النضج النهائي (التحول إلى اللون الأسود)، يكون متبوعا بإفراز هرمون النضج (الشيخوخة)، وهو الإيثيلين.
ويضيف الاستشاري أن إفراز الإيثيلين يتناسب طرديا مع استمرار الثمار على الأشجار ما بعد شهر نوفمبر (في الزيتون خاصة). ومع استمرار تأخير الحصاد إلى أواخر ديسمبر طمعا في أقصى درجة من اسوداد الثمار، يزداد تركيز الإيثيلين في خلايا الشجرة، وهو هرمون مضاد لهرمونات الشيبوبة (الأوكسينات والسيتوكينينات).

نسائم عامة لكسر حدة المعاومة

رفع معدلات التسميد لجميع العناصر (16 عنصرا معروفة) خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، مع مراعات الاهتمام بتوفير أقصى معدلات للري، والاهتمام برش سترات البوتاسيوم لمن يرغب في اسوداد الثمار، ووقف التعامل بنترات البوتاسيوم، ويمكن استخدام سلفات البوتاسيوم في الرش، والتوجه لسماد سلفات النشادر بدلا من نترات النشادر، أي التوجه إلى جميع صور الأسمدة الكبريتية، أو تلك التي تحتوي على الأحماض الكربوكسيلية (ستريك، أسيتيك، سكوربيك)، مع عدم تأخير الحصاد إلى ما بعد نوفمبر، في حالة عدم القدرة على تعويض النبات ضد الاستنزاف الحاد للكربوهيدرات.

السكريات الكحولية ودورها في تعويض استنزاف الكربوهيدرات

وينصح استشاري "الأرض" بإضافة مزيج من السكريات الكحولية (جلكوز، فركتوز، سربتول، ومنتول) إلى محلول الرش، سواء رشات التحجيم، أو العناصر الصغرى، أو الكالسيوم بورون، وذلك كونها المادة الخام أو اللبنة الأولى في تعقيد وتكوين جزيء الكربوهيدرات المراد تخزينه، كبديل للكربوهيدرات التي أحرقها النبات للتنفس وقت ارتفاع الحرارة وانغلاق الثغور، أو طوال الليل للتنفس الظلامي.

منافذ بيع السكريات الكحولية

وتتوافر السكريات الكحولية لدى منفذ الشركة الوطنية لمنتجات الذرة في العاشر من رمضان، ويتراوح سعر الطن منها (في براميل محكمة الغلق)، ما بين 60 - 70 ألف جنيه، ويمكن إضافتها إلى محلول الرش مباشرة مع أي عناصر سمادية، بتركيزات تتراوح بين 1 و3 سم مكعب/ لتر ماء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* استشاري زراعات الزيتون - رئيس التحرير