مزارعو الألبان في تركيا يتحولون إلى الذرة الرفيعة لمواجهة أزمة المياه

يدفع الجفاف الحاد ونقص المياه مزارعي الألبان في تركيا، خاصة في مقاطعة إزمير الواقعة بمنطقة بحر إيجة، إلى التخلي عن زراعة سيلاج الذرة كثيف الاستهلاك للمياه، والاتجاه نحو زراعة الذرة الرفيعة المقاومة للجفاف، في تحول يعد خطوة استراتيجية للحفاظ على استدامة الإنتاج الزراعي واللبني.
إزمير، التي تعد المركز الأبرز لإنتاج الحليب في تركيا لثلاث سنوات متتالية، تضم نحو 480 ألف رأس من الأبقار والمجترات الصغيرة موزعة على 30 ألف مزرعة، وكانت تعتمد على 3.45 مليون طن من سيلاج الذرة المزروع على مساحة 550 ألف فدان لتغذية الماشية.
لكن شح الأمطار، الذي انخفض بنسبة 27% في الأشهر الثمانية الأولى من العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، دفع المزارعين إلى تغيير أنماطهم الزراعية بما يتناسب مع الموارد المائية المتاحة.
وتشير البيانات إلى أن عدد مزارعي الذرة الرفيعة ارتفع من 28 مزارعا فقط عام 2020 إلى 337 مزارعا هذا العام، فيما توسعت المساحات المزروعة من 451 فدانا إلى 6000 فدان. وتدعم وزارة الزراعة والغابات هذا التحول بتقديم 75% من تكلفة البذور، في خطوة تهدف لتسريع التكيف الزراعي مع أزمة المناخ.
ويتميز محصول الذرة الرفيعة بقدرته على إنتاج غلة مماثلة للذرة التقليدية مع حاجته لريتين أو ثلاث فقط، مقابل سبع إلى ثماني ريات للذرة، ما يجعله خيارا مثاليا لتقليل استنزاف المياه.
ويؤكد المزارعون أن هذا المحصول يوفر نفس القيمة الغذائية لإنتاج الحليب واللحوم، ما يجعله بديلاً عمليا ومستداما.
الأزمة الزراعية تأتي متزامنة مع نقص حاد في المياه يؤثر على سكان وسواحل إزمير، حيث فرضت انقطاعات يومية للمياه تصل إلى 10 ساعات في بعض الوجهات السياحية مثل تشيشمي، فيما انخفضت مستويات السدود في غرب تركيا إلى حدود حرجة لا تتجاوز 1% في بعض الخزانات.
ويحذر الخبراء الزراعيون من أن آثار الاحتباس الحراري أصبحت واضحة على نحو متزايد، مؤكدين أن تبني أنظمة الري الحديثة والتقليل من هدر المياه يمثلان الطريق الوحيد للحفاظ على استدامة الزراعة في المنطقة.