الأرض
موقع الأرض

حرائق مدمرة تهدد وادي خيرتي الإسباني وتضرب قلب إنتاج الكرز

محمود راشد -

تواجه منطقة وادي خيرتي في إكستريمادورا، إحدى أشهر مناطق إنتاج الكرز في إسبانيا، كارثة بيئية وزراعية بعد اندلاع حرائق ضخمة التهمت خلال أسبوع أكثر من 15 ألف هكتار وامتدت لمسافة تقارب 155 كيلومترا مرورا بجاريلا وأمبروز. وتسببت هذه الكارثة في خسائر جسيمة، بينما لا تزال النيران مشتعلة وتعرقل عمليات التقييم الكامل للأضرار.

رئيس جمعية مزارعي الفاكهة في إكستريمادورا، ميخيل أنخيل جوميز، أوضح أن هناك مزارع كرز متضررة في مناطق مختلفة، لكنه شدد على أن الأولوية القصوى حاليًا هي ضمان سلامة السكان قبل إنقاذ المحاصيل. أما في جارجانتيلا، فقد ساهمت كثافة أشجار الكرز في إبطاء زحف النيران، مما قلل الأضرار على نحو كبير، حيث لم تتأثر سوى 5% من المزارع، وفق تصريحات رسمية من الحكومة الإقليمية.

جمعية خيرتي التعاونية عبّرت عن امتنانها للمزارعين الذين سخروا معداتهم الخاصة للمشاركة في جهود الإطفاء، لكنها في الوقت نفسه أعربت عن مشاعر "اليأس والعجز" بعد الدمار الكبير الذي طال الجبال والمزارع والمنازل. الجمعية أكدت أن الطريق نحو التعافي سيكون طويلا، لكنها شددت على عزم السكان على "النهوض من تحت الرماد" لإعادة بناء بيئتهم ومزارعهم التي تشكل مصدر فخر ورزق للمنطقة.

الحكومة الإقليمية من جانبها أعلنت أن الحرائق في إكستريمادورا هذا الصيف ألحقت أضرارا واسعة شملت نحو 35 ألف هكتار على امتداد 450 كيلومترا. وأكد المستشار آبل باوتيستا أن السلطات "لن تنسحب ما دام هناك جار في خطر"، مشيرا إلى وصول تعزيزات برية وجوية من أقاليم إسبانية أخرى ومن ألمانيا لدعم جهود الإطفاء.

ولا تزال منطقة جارجانتا دي لوس بابوس، الواقعة بين كابيزويلا ديل فالي وخيرتي، الأكثر عرضة للخطر، نظرا لقيمتها البيئية والسياحية البالغة. وبينما يواصل رجال الإطفاء معركتهم ضد النيران، يترقب المزارعون مستقبلا صعبا، تتشابك فيه تحديات إعادة تأهيل الأراضي الزراعية مع الحفاظ على سمعة وادي خيرتي كأحد أبرز أقاليم إنتاج الكرز في أوروبا.