مهنة الصيد بسيناء تنهار وصيادوها يستغيثون

رغم قسوة الطقس وتقلبات البحر، ورغم التحديات التي تزداد يوماً بعد يوم، يواصل صيادو سيناء رحلتهم اليومية على متن قوارب صغيرة، يخوضون بها غمار البحر بحثاً عن لقمة عيش كريمة. إنها ليست مجرد مهنة، بل إرث متجذر في أعماق المجتمع السيناوي، تنتقل تفاصيله من جيل إلى آخر، وتحمل بين طياتها الكثير من الصبر والإصرار والكرامة.
على شواطئ العريش ورأس سدر والطور، ترتسم ملامح الكفاح على وجوه الصيادين مع كل شروق شمس. هناك، لا مكان للترف أو التراجع؛ فالبحر مصدر الرزق الوحيد، والمهنة التي لم تُقصها التكنولوجيا من المشهد لا تزال تنبض بالحياة رغم تغير الزمان وصعوبة الظروف.
تحديات متصاعدة وأمل لا ينكسر
يتحدث الصيادون عن معركة يومية لا تنتهي، لا تبدأ فقط مع الأمواج المتلاطمة، بل تمتد إلى البر أيضاً، حيث تواجههم أعباء اقتصادية متزايدة. ارتفاع أسعار الوقود ومستلزمات الصيد بات يهدد استمرارية هذا النشاط الحيوي.
كما أن التغيرات المناخية والصيد الجائر أثرت بشكل واضح على كميات الأسماك المتوفرة، ما ضاعف من حجم المعاناة التي يعيشها الصياد وأسرته.
ورغم كل ذلك، لا يزال الأمل حاضراً. البحر، بالنسبة لهم، ليس فقط مصدر رزق، بل رفيق حياة لا غنى عنه. فالصيد في سيناء لا يُمثل مجرد عمل يومي، بل دعامة اقتصادية أساسية تقوم عليها حياة آلاف الأسر في القرى والمدن الساحلية.
مطالب ملحة لحماية المهنة وحفظ التراث
وسط هذه الظروف، يناشد الصيادون الجهات المعنية بتوفير دعم حقيقي يضمن استمرارية المهنة ويحميها من الاندثار. تشمل مطالبهم توفير معدات صيد حديثة بأسعار مدعومة، وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص، بالإضافة إلى إنشاء أسواق مخصصة لبيع الأسماك تضمن لهم عائداً عادلاً ومستقراً.
إن الحفاظ على مهنة الصيد في سيناء لا يقتصر فقط على دعم اقتصادي، بل هو في جوهره حفاظ على هوية ثقافية وتراث طويل يمتد عبر التاريخ. هؤلاء الصيادون لا يصطادون فقط الأسماك، بل يصطادون الأمل كل يوم من قلب البحر، في واحدة من أصدق صور الصبر والكرامة الإنسانية.