تغير المناخ يهدد العمالة الزراعية: مطالبات بتأمين مرن لحماية مستقبلهم

حذّر عيد مرسال، الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال مصر ورئيس النقابة العامة للعاملين بالزراعة والري، من التداعيات القاسية التي يواجهها العاملون في القطاع الزراعي، مؤكدًا أن الزراعة كانت من أكثر القطاعات تأثرًا بهذه التغيرات على مستوى العالم.
وأوضح مرسال أن العديد من المحاصيل شهدت تراجعًا ملحوظًا في الإنتاجية، إلى جانب اضطراب مواعيد الزراعة والحصاد، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أوضاع العمال الزراعيين، الذين يعمل غالبيتهم بنظام اليومية أو الساعة، دون أي استقرار وظيفي أو ضمانات مستقبلية.
وأضاف أن العمال الزراعيين يبدؤون يومهم في الحقول من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا، في محاولة لتفادي ساعات الذروة الحرارية، مقابل أجر يومي يتراوح بين 300 إلى 500 جنيه، مشيرًا إلى أن ظروف العمل قد تجبرهم على استكمال بعض المهام مساءً، رغم صعوبة ذلك. ومع ذلك، تبقى طبيعة العمل موسمية وغير منتظمة، ما يزيد من هشاشة أوضاعهم المعيشية.
وأكد مرسال أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الفئة يتمثل في غياب أي مظلة تأمينية أو حماية اجتماعية وصحية، وهو ما يجعلهم في مواجهة دائمة مع المستقبل المجهول، في ظل غياب أي ضمانات للحياة الكريمة أو التقاعد الآمن.
وطالب الأمين العام بضرورة التحرك العاجل نحو إدماج العمالة الزراعية الموسمية ضمن منظومة تأمينات اجتماعية مرنة، تُراعي طبيعة عملهم غير المنتظم، وتقسَّم الاشتراكات على أساس عدد الأيام أو الأشهر التي يعملون خلالها فعليًا على مدار العام، ما يُتيح لهم الاستفادة من المعاشات والتأمين الصحي دون أن تُلقى الأعباء المالية على كاهل أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة أو المستثمرين محدودي الدخل.
واختتم مرسال حديثه بالتأكيد على أن حماية العمال الزراعيين لم تعد خيارًا، بل ضرورة وطنية واقتصادية، داعيًا الجهات المعنية إلى وضع هذه القضية على رأس أولويات السياسات الاجتماعية، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تفرض واقعًا جديدًا يتطلب تدخلًا فوريًا وعادلاً.