الأرض
موقع الأرض

110 مصانع زبيب تواجه غياب الدعم الصناعي المناسب

اسلام موسى -

كشف النائب عامر الشوربجي، عضو مجلس النواب، أن صناعة الزبيب في مصر تمتد لأكثر من 50 عامًا، مشيرًا إلى أن البلاد كانت تستورد ما يصل إلى 12 ألف طن من الزبيب حتى عام 2021، بتكلفة تُقدر بنحو 36 مليون دولار سنويًا، كانت تُحوّل للمزارعين في دول مثل إيران وباكستان والهند والصين، بسعر يقارب 3 آلاف دولار للطن.

وأوضح الشوربجي أن عام 2022 شهد انخفاضًا كبيرًا في حجم الاستيراد إلى 5367 طنًا، في حين شهد عام 2023 قفزة تصديرية لأول مرة بلغت 3 آلاف طن. أما في عام 2024، فقد ارتفعت الصادرات إلى 9 آلاف طن، وسط طموحات رسمية لبلوغ 15 إلى 20 ألف طن خلال العام الجاري.

وأشار النائب إلى أن الزبيب المصري يُصدّر حاليًا إلى دول المغرب العربي وسوريا وعدد من الدول الإفريقية، مع التركيز على توجيه الأصناف عالية الجودة إلى الأسواق المغاربية التي باتت تفضّل المنتج المصري.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القطاع، أوضح الشوربجي أن أكثر من 110 مصنعًا تعمل في صناعة الزبيب بمحافظة الغربية، لكنها تفتقر إلى مناطق صناعية مهيأة لاحتوائها، ما يُعيق التوسع والإنتاج المنظم.

كما كشف عن نجاح مصر هذا العام في تصدير نحو 180 ألف طن عنب، ما وفر للدولة أكثر من 50 مليون دولار من النقد الأجنبي، وهو ما يعكس أثر التوسع في زراعة العنب، خاصة العنب البناتي، في الأراضي الجديدة بمحافظة المنيا، بجهود شركات استصلاح الأراضي وعلى رأسها شركة الريف المصري، مشيرًا إلى أن إنتاجية الفدان من العنب تراوح بين 10 إلى 20 طنًا.

وشرح النائب مسار عملية إنتاج الزبيب، موضحًا أنها تبدأ من تجفيف العنب في مزارع المنيا، ثم تنتقل إلى مرحلة التشطيب والتعبئة داخل مصانع محافظة الغربية، كاشفًا عن طرح وزارة الزراعة تخصيص قطعة أرض لهذا القطاع داخل محطة بحوث الجميزة بمركز السنطة، لدعم البنية التحتية للإنتاج.

وفي سياق متصل، تطرّق الشوربجي إلى أزمة تصدير الكتان الخام، مشيرًا إلى أن مصر تصدّره حاليًا في صورته الأولية بسعر يتراوح بين 4000 إلى 5000 دولار للطن، بينما تستورده المصانع لاحقًا بسعر يتجاوز 10 آلاف دولار، متسائلًا: "لماذا لا يتم إنشاء مصانع للكتان داخل قرى مثل شبرا ملس، التي تنتج وحدها 85% من كتان الجمهورية؟"

من جانبه، أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة، أن المرحلة المقبلة ستشهد إعطاء أولوية قصوى للتوسع في صناعة الزبيب، من خلال دراسة آليات التوسع في زراعة العنب، والاستفادة من المناطق الصناعية القائمة في الدلتا لإنشاء مصانع متخصصة، بالتوازي مع خطة لتوطين صناعة الكتان وتعظيم الاستفادة من كامل مكوناته.

تحول استراتيجي نحو التصنيع المحلي

الخطوات الجارية على مستوى الدولة تعكس رؤية واضحة لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعظيم القيمة المضافة للمنتجات الزراعية المصرية. ويبدو أن الزبيب والكتان سيكونان نموذجين ناجحين لتجربة التحول من تصدير المواد الخام إلى صناعات قائمة على التصنيع المحلي والتصدير بقيمة مضافة عالية.