«مناخ الزراعة»: الثلث الأخير من أغسطس يحمل مفاجآت للمزارعين

أعلن الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن البلاد تدخل الآن مرحلة مناخية دقيقة تتطلب استعدادًا زراعيًا خاصًا، في ظل ظواهر جوية غير معتادة وتحوّلات ملحوظة في النمط المناخي المعتاد لهذا الوقت من العام.
تحوّل تدريجي في الأجواء
وأشار فهيم إلى أننا في "الثلث الأخير من أغسطس"، وهي فترة تشهد بدايات انكسار الصيف تدريجيًا، رغم استمرار بعض "المناوشات الجوية" الناتجة عن امتدادات غير مألوفة لمنخفضي السودان والهند الموسميين.
ولفت إلى أن المناخ الحالي بات مختلفًا عن أجواء شهري "أبيب" و"مسرى"، حيث بدأت تظهر تأثيرات المرتفع الجوي القادم من العروض الوسطى، الذي يدفع بكتل هوائية شمالية تعمل على تلطيف درجات الحرارة، خصوصًا في فترات المساء والليل والصباح الباكر.
مؤشرات مناخية جديدة تفرض واقعًا زراعيًا مختلفًا
وحدد فهيم مجموعة من المؤشرات المناخية التي بدأت في الظهور اعتبارًا من هذه الأيام:
انخفاض نسبي في حرارة الليل
ارتفاع طفيف في رطوبة النهار
ظهور سحب شمالية
زيادة في ندى الصباح
بداية تشكّل الشبورة المائية على السواحل الشمالية والدلتا
فرص زراعية ذهبية وتحذيرات مبكرة
وأكد رئيس مركز معلومات المناخ أن هذه التغيرات تحمل رسائل مهمة للمزارعين في مختلف أنحاء الجمهورية، أبرزها:
الظروف المناخية الحالية باتت مواتية لبدء عمليات شتل وتطعيم الفاكهة مثل المانجو، الموالح، الزيتون، والنخيل، لكن مع ضرورة الحذر من ارتفاع متوقع في درجات الحرارة بنهاية الأسبوع القادم، لتجنّب "صدمة الشتلات".
الهدوء النسبي في درجات الحرارة يهيئ الظروف لزراعة عروة الخضر الجديدة مثل الطماطم، الفلفل، الخيار، والكرنب.
محاصيل العروة الجديدة التي لم تتم زراعتها بعد مثل البطاطس، الثوم، الفراولة، الخرشوف، الفاصوليا، البسلة، ومشاتل البصل بأنواعه، يُفضل بدء زراعتها مع بداية شهر سبتمبر، مع ضرورة متابعة الأحوال الجوية أولًا بأول.
الوقت مناسب لتسميد محاصيل التحجيم – كالتين، الزيتون، التمور، الكمثرى، والموالح – باستخدام مركبات البوتاسيوم.
ضرورة دعم المحاصيل التي تأثرت بالموجات الحارة مثل الأرز، الذرة المتأخرة، وبعض أنواع الخضر، باستخدام محفزات النمو الطبيعية كالأحماض الأمينية والطحالب البحرية والسيتوكينين.
تحذيرات زراعية هامة للمزارعين
مع ارتفاع الرطوبة وظهور الشبورة، شدد فهيم على:
ضرورة الانتباه للأمراض النباتية التي تنشط في الأجواء الرطبة.
الحذر من الآفات الحشرية، خصوصًا حرشفية الأجنحة.
تكثيف إضافة البوتاسيوم لتعويض بطء معدلات التحجيم في بعض المحاصيل.
استعدادات مكثفة للموسم الزراعي الجديد
وأشار فهيم إلى أن الأيام القادمة ستشهد انطلاق زراعات العروة النيلية والخريفية والشتوية المبكرة، في عدة محافظات، وتشمل:
البنجر (العروة الأولى)
البطاطس النيلية في مصر الوسطى وبعض مناطق الدلتا
مشتل البصل السبعيني في سوهاج
البصل المقور في بني سويف والمنيا
الثوم في المنيا وبني سويف وأسيوط
الذرة (العروة المتأخرة – سيلاج) مع ضرورة مكافحة دودة الحشد
الخيار النيلي في مصر الوسطى وجنوب الدلتا
الفاصوليا البيضاء، الخرشوف، الفراولة في الوجه البحري
الزراعة المبكرة... فرصة ذهبية ولكن بشروط
وختم فهيم تحذيراته بالتأكيد على أن الزراعة المبكرة تُعد فرصة مثالية، لكن يجب التعامل معها بدقة والتزام بالإجراءات والطقوس الزراعية الصحيحة لتجنّب أي خسائر محتملة أو مشاكل إنتاجية لاحقة.