الأرض
موقع الأرض

تقنيات جديدة تحارب القراد وتحمي الثروة الحيوانية

إسلام موسي -

نجحت الدكتورة هدى شعبان محمد عبد الغني، الباحثة بقسم الطفيليات وأمراض الحيوان بمعهد البحوث البيطرية بالمركز القومي للبحوث، في تطوير حلول بديلة فعالة لمكافحة القراد، تراعي الجوانب الصحية والبيئية والاقتصادية في آنٍ واحد.

القراد.. خطر خفي يهدد الثروة الحيوانية

تؤكد الدكتورة هدى أن القراد يُعد من أخطر الطفيليات التي تصيب الحيوانات، حيث يتغذى على دمها، ويتسبب في نقل أمراض خطيرة، منها البكتيرية والفيروسية، بالإضافة إلى طفيليات الدم مثل "البابيزيا" و"الثيليريا". وتنعكس هذه الإصابات على الاقتصاد الزراعي بشكل مباشر، من خلال انخفاض إنتاج الحليب واللحوم، أو حتى نفوق الحيوانات في الحالات الشديدة، فضلًا عن ارتفاع تكاليف العلاج وجهود المكافحة.

المبيدات الكيماوية.. حل تقليدي بمخاطر متعددة

ورغم أن المبيدات الكيميائية ما زالت تُستخدم على نطاق واسع كوسيلة رئيسية لمكافحة القراد، إلا أن الإفراط في استخدامها بشكل عشوائي أدى إلى ظهور سلالات من القراد مقاومة لهذه المبيدات، بالإضافة إلى ما تسببه من تلوث بيئي وأضرار صحية للإنسان والحيوان على حد سواء. كما تفرض هذه المبيدات أعباءً مالية متزايدة على المربين نتيجة الحاجة المتكررة لاستخدامها.

حلول بديلة أكثر أمانًا واستدامة

وانطلاقًا من مبادئ "الصحة الواحدة" التي تدمج صحة الإنسان والحيوان والبيئة في منظومة واحدة، ركزت أبحاث الدكتورة هدى على إيجاد بدائل علمية مستدامة وآمنة. وقد توصلت إلى مجموعة من الحلول المبتكرة، أبرزها:

التحليل الطيفي المجهري بالأشعة تحت الحمراء: تقنية متقدمة تُستخدم لفهم خصائص أنسجة القراد بشكل دقيق، ما يساعد في تطوير أساليب مكافحة أكثر فاعلية وأقل ضررًا.

الزيوت العطرية الطبيعية: تم اعتمادها كمبيدات طبيعية آمنة، ودمجها في صور نانومترية لزيادة كفاءتها البيولوجية، وتقليل الكميات المستخدمة، وإطالة فترة تأثيرها على الطفيليات.

المقاومة البيولوجية: باستخدام النيماتودا الممرِضة للحشرات، وهي كائنات دقيقة أثبتت قدرتها على إصابة أطوار القراد المختلفة دون أن تُسبب أي ضرر للحيوانات.

نحو مستقبل بيطري صديق للبيئة

وتشير الباحثة إلى أن هذه الحلول تُمثل توجهًا علميًا حديثًا يدعم حماية الصحة الحيوانية والبشرية معًا، ويُعزز الأمن الغذائي من خلال خفض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الأمراض الطفيلية. كما تسهم في تقليل الاعتماد على الكيماويات التقليدية، في ظل تصاعد المخاوف العالمية من آثارها البيئية والصحية.

واختتمت الدكتورة هدى حديثها بالتأكيد على أن "التقدم في مجال مكافحة الطفيليات لا يقتصر على حماية الحيوانات فحسب، بل هو استثمار في صحة الإنسان والبيئة واقتصاد الوطن ككل".