الأرض
موقع الأرض

فول الصويا يواصل تحطيم الأرقام القياسية في التجارة العالمية

محمود راشد -

تستعد تجارة فول الصويا العالمية لتحقيق رقم قياسي جديد للعام الثالث على التوالي خلال موسم 2025/2026، بدعم من توسع عمليات الطحن في البرازيل والولايات المتحدة، والطلب المتزايد على الوقود الحيوي، وفقا لتقرير حديث صادر عن دائرة الخدمات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة الأمريكية.
ومن المتوقع أن تبلغ الصادرات العالمية من فول الصويا نحو 82 مليون طن، أي بزيادة نسبتها 1% عن الموسم السابق، وبقفزة تقارب 25% مقارنة بما كانت عليه قبل ثلاثة مواسم فقط. ورغم أن وتيرة النمو ستتراجع مقارنة بالمكاسب الكبيرة التي حققها القطاع في موسمي 2023/2024 و2024/2025، فإن هذه الزيادة تعزز مكانة فول الصويا كإحدى السلع الزراعية الأكثر ديناميكية في السوق العالمية.
ويتزامن هذا الأداء القوي مع هبوط أسعار فول الصويا عالميا على مدار العامين الماضيين، حيث انخفض السعر من نحو 550 دولارا للطن في نوفمبر 2023 إلى ما يقارب 300 دولار للطن في يوليو 2025، ما جعل هذه السلعة أكثر جاذبية لمشتري الأعلاف حول العالم، خصوصا في قطاعات تربية الدواجن والمواشي.
كما يُتوقع أن ترتفع واردات دقيق فول الصويا عالميا بنحو 10 ملايين طن بين موسمي 2023/2024 و2025/2026، مع تصدر الاتحاد الأوروبي وإيران وفيتنام والمكسيك قائمة أبرز الأسواق المستوردة. وتبرز إندونيسيا كمحرك رئيسي لهذا النمو، حيث من المتوقع أن ترتفع وارداتها إلى 6.2 مليون طن في موسم 2024/2025، بزيادة قدرها 200 ألف طن عن التقديرات السابقة، وبفارق 1.1 مليون طن عن الموسم الذي سبقه، مدفوعة بالطلب المتسارع على أعلاف الدواجن وتربية الأحياء المائية.
ومنذ موسم 2022/2023، عززت البرازيل مكانتها كمورد رئيسي لفول الصويا ودقيقه إلى إندونيسيا، مستحوذة على نحو 80% من وارداتها في موسم 2023/2024. ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة المورد الأكبر لفول الصويا الغذائي الموجه للاستهلاك البشري في إندونيسيا، بحصة تقارب 90% من السوق، مقابل حصة ضئيلة لا تتجاوز 3% في سوق دقيق فول الصويا.
أما الأرجنتين، التي لطالما كانت المورد الأول لدقيق فول الصويا إلى إندونيسيا حتى عام 2022/2023، فقد تراجعت حصتها بشكل حاد بعد موجة جفاف ضربت البلاد وتسببت في انخفاض الإنتاج والصادرات بأكثر من 20%. في المقابل، نجحت البرازيل في الاستفادة من هذا التراجع، حيث رفعت إنتاج دقيق فول الصويا وصادراته بنسبة 30% بين موسمي 2020/2021 و2022/2023، لتؤكد موقعها كأحد أكبر المنافسين على الساحة العالمية.
بهذا الأداء، يواصل فول الصويا ترسيخ مكانته كسلعة استراتيجية تربط بين الأمن الغذائي والطلب العالمي على الطاقة البديلة، مع توقعات بمواصلة النمو رغم تقلبات المناخ والأسعار.