تحصين عاجل للماشية بالوادي الجديد لمواجهة «سات 1»

أعلن الدكتور عصام محمد كومي، مدير عام الطب البيطري بمحافظة الوادي الجديد، عن بدء فعاليات الحملة القومية للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية اعتبارًا من الأسبوع المقبل، وذلك في جميع مراكز المحافظة، ضمن خطة وطنية شاملة لمجابهة الأمراض الوبائية وحماية الثروة الحيوانية.
وأكد الدكتور كومي أن الحملة تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وتحت إشراف وزارة الزراعة، في إطار الاستراتيجية القومية للسيطرة على الأمراض المعدية التي تهدد الثروة الحيوانية.
وأضاف أن فرق التحصين البيطري جُهزت بكافة الإمكانيات والمستلزمات الفنية لضمان سرعة الانتشار والوصول إلى مختلف مناطق التربية داخل المحافظة.
اكتشاف سلالة "سات 1" وتحرك فوري
وأوضح كومي أنه تم مؤخرًا رصد سلالة جديدة من فيروس الحمى القلاعية تُعرف باسم "سات 1"، وهي سلالة ذات قدرة عالية على الانتشار والعدوى. وبناءً على ذلك، تم رفع حالة الطوارئ واتخاذ الإجراءات الوقائية العاجلة، تفعيلًا لتعليمات وزارة الزراعة، التي وجهت بإطلاق حملة تحصين فورية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة عن انطلاق الحملة رسميًا يوم السبت الموافق 16 أغسطس 2025، لتشمل جميع محافظات الجمهورية، في خطوة تهدف إلى تعزيز مناعة الماشية وتحجيم انتشار المرض.
دعوة إلى التعاون وتكاتف الجهود
ودعت الهيئة جميع المربين وأصحاب المزارع إلى سرعة التعاون مع فرق التحصين المنتشرة في القرى والمراكز، مشددة على أهمية الاستجابة الفورية وعدم تأجيل تحصين الحيوانات، نظرًا لخطورة المرض وسرعة انتشاره.
كما أكدت الهيئة أن فرق الطب البيطري ستكون في خدمة المربين يوميًا طوال فترة الحملة، موضحة أن نجاح هذه الجهود يعتمد بالدرجة الأولى على وعي المربي وتفاعله مع حملات التحصين، التي تُعد بمثابة خط الدفاع الأول ضد الأوبئة الحيوانية.
الحمى القلاعية... تهديد حقيقي للثروة الحيوانية
تُعد الحمى القلاعية من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الماشية، إذ تؤثر بشكل مباشر على الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، متسببة في خسائر اقتصادية جسيمة، أبرزها انخفاض إنتاج اللحوم والألبان، إلى جانب نفوق الحيوانات المصابة.
وينتقل الفيروس بسهولة بالغة عبر الرذاذ أو ملامسة الإفرازات الحيوانية، ويؤدي إلى تقرحات مؤلمة في الفم والقدمين، وفقدان الشهية، وضعف النمو، مما ينعكس سلبًا على الإنتاج الحيواني بشكل عام.
وخلال السنوات الأخيرة، ظهرت سلالات متطورة من المرض، من بينها السلالة الجديدة (SAT 1) التي تم عزلها مؤخرًا، وتتميز بسرعة انتشارها وشدة تأثيرها. وفي ضوء ذلك، تعمل وزارة الزراعة على تكثيف حملات التحصين الوقائي للسيطرة على الوضع، ومنع تفشي المرض، ودعم استقرار منظومة الأمن الغذائي في البلاد.