الهجين «2031» يقود ثورة إنتاج الذرة المصري

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الذرة تعد من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، مشيرًا إلى أنها ليست فقط غذاءً رئيسيًا، بل تدخل أيضًا في العديد من الصناعات الحيوية، وعلى رأسها صناعة الأعلاف التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثروة الحيوانية والداجنة.
29 أردبًا للفدان.. الذرة تُثبت جدارتها
ولفت فهيم إلى أن بعض المزارع تمكنت من تحقيق إنتاجية قياسية تجاوزت 29 أردبًا للفدان، أي ما يعادل نحو 4 أطنان، وهو رقم يعكس الإمكانيات الحقيقية لهذا المحصول حال توافر الرعاية الفنية السليمة وظروف الزراعة المثالية.
وشدد على أن تحقيق هذه الإنتاجية العالية ليس محض صدفة، بل يتطلب جهدًا متكاملًا يبدأ من اختيار المحصول السابق للأرض، مرورًا بميعاد الزراعة المناسب، وصولًا إلى طريقة الري والتسميد والمكافحة الدقيقة للآفات.
الاستعداد يبدأ مبكرًا.. ومفتاح النجاح في الأرض
وأوضح فهيم أن الخطوة الأهم لنجاح زراعة الذرة تبدأ قبل شهور من الزراعة، وذلك من خلال تجهيز الأرض بشكل مثالي، حيث تُعد الخدمة الجيدة للأرض بمثابة حجر الأساس في تحقيق إنتاج مرتفع.
ومن بين التوصيات الفنية التي قدمها، أشار إلى أهمية استخدام الهجين "2031"، الذي يتميز بقدرته على تحمل الظروف البيئية الصعبة وإنتاجيته العالية، موضحًا أن أفضل توقيت للزراعة هو النصف الثاني من شهر أبريل، وذلك لتفادي مخاطر الإصابة بدودة الحشد، التي تُعد من أخطر الآفات التي تهاجم الذرة في مراحل نموه المختلفة.
توقيت الزراعة... وسر الإنتاجية
وأشار إلى أن الزراعة خلال هذه الفترة تتيح أيضًا تجنب درجات الحرارة المرتفعة في نهاية الصيف، التي قد تؤثر سلبًا على امتلاء كيزان الذرة بالحبوب، وهو ما ينعكس على جودة وإنتاجية المحصول.
كما أوصى بزراعة الذرة بعد محاصيل مثل البرسيم، الفول، الثوم، البصل أو الخضروات كالبطاطس، نظرًا لدورها في تحسين خصوبة التربة وتهيئتها بشكل مثالي لاستقبال الذرة.
الري والتسميد... معادلة دقيقة للنجاح
وحذر فهيم من أن الذرة من المحاصيل الحساسة للغاية تجاه نظم الري، مشددًا على ضرورة الالتزام بتوقيتات دقيقة، إذ يجب أن يكون الفاصل بين الريات من 7 إلى 12 يومًا في نظام الري بالغمر، بينما في حالة الري بالتنقيط يُوصى بالري كل يومين إلى ثلاثة أيام.
أما عن التسميد، فقد أوصى بإضافة 200 كجم من سوبر فوسفات الكالسيوم أثناء تجهيز الأرض، مع ضرورة تزويد الفدان بـ250 كجم من نترات النشادر أو 200 كجم من اليوريا، تليها إضافة 50 كجم من سلفات البوتاسيوم بعد ستة أسابيع من الزراعة، ويفضل توزيعها على جرعتين لضمان الامتصاص الأمثل للعناصر الغذائية.
مكافحة الآفات... أولوية لا تُهمل
وتطرق فهيم إلى أهمية المكافحة المبكرة للآفات، وعلى رأسها دودة الحشد والدودة الخضراء، موصيًا بالرش الوقائي مرتين بعد 8 أيام من ظهور الإصابة لضمان السيطرة على الآفة قبل تفاقمها.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة تسير بخطى ثابتة نحو زيادة المساحات المزروعة بالذرة، في إطار خطة شاملة تهدف لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.
الذرة في قلب السياسة الزراعية
واختتم فهيم حديثه بالتأكيد على أن الذرة بمختلف أنواعه يمثل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الزراعة المصرية، خاصة في ظل التوسع في تربية الماشية والدواجن، ما يتطلب مضاعفة الإنتاج المحلي من الأعلاف وتقليل الاعتماد على الاستيراد.