لأول مرة.. العلماء يوضحون كيف ينام الدجاج

أوضح الدكتور صفوت كمال، أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، أن الدجاج يمر أثناء نومه بمراحل معقدة تشبه إلى حد بعيد نوم الثدييات، حيث يدخل في مرحلة تعرف بـ"حركة العين السريعة" (REM)، وهي المرحلة التي يُعتقد أن الطائر يحلم خلالها.

وقال كمال إن تلك المرحلة لا تدوم سوى بضع ثوانٍ في كل مرة، لكنها تُعد دليلاً على نشاط ذهني حقيقي أثناء النوم. وقد فتحت هذه الملاحظة العلمية الباب أمام دراسات حديثة تسعى إلى فهم طبيعة الأحلام لدى الطيور، وما إذا كانت تحتوي على محتوى بصري أو سمعي كالبشر.

عين نائمة وأخرى يقظة.. ذكاء فطري لحماية الحياة

الأكثر إثارة في سلوك النوم عند الدجاج، كما يوضح الدكتور كمال، أن ظاهرة تُعرف علميًا بـ"النوم البطيء أحادي النصف الكروي". وفيها يُغلق أحد نصفي الدماغ للنوم، بينما يبقى النصف الآخر يقظًا، وهو ما يفسر المشهد المألوف حين يبدو الدجاج نائمًا بإحدى عينيه فقط، فيما تبقى الأخرى مفتوحة.

وأشار إلى أن هذه الآلية الفريدة تمنح الطائر قدرة طبيعية على الاستمرار في مراقبة محيطه حتى أثناء الراحة، ما يُعد وسيلة دفاعية فعالة ضد هجمات الحيوانات المفترسة، وخاصة في البيئات الريفية المفتوحة أو أثناء النوم الجماعي داخل الحظائر.

من سلوك غريزي إلى مجال بحث علمي متقدم

ولفت إلى أن هذه الظواهر تبدو سلوكيات غريزية عادية، لكنها باتت محط اهتمام الباحثين في علم الأعصاب والسلوك الحيواني. فالدراسات الحديثة تؤكد أن الطيور ليست كائنات بسيطة كما يُعتقد، بل تمتلك أنظمة عصبية معقدة تُسهم في بقائها وتطورها.

وقال الدكتور صفوت كمال،إنه ومع تصاعد الاهتمام بالرفق بالحيوان وبيئات التربية المثالية، بدأ العلماء في استخدام هذه المعطيات لتطوير طرق تربية الدجاج داخل المزارع، بما يوفر له ظروفًا طبيعية أكثر توافقًا مع سلوكياته الدفاعية والفطرية، ما قد ينعكس على حالته الصحية وجودة الإنتاج.

نوم الدجاج في المستقبل.. رعاية ذكية ومزارع متطورة

ومع تطور التكنولوجيا الزراعية، توقع أن تعتمد مزارع الدواجن الحديثة على أنظمة ذكية تراقب نوم الطيور وسلوكها الحيوي، بهدف تحسين جودة التربية وتقليل نسب النفوق الناتجة عن التوتر أو القلق الليلي.كما يتوقع خبراء الزراعة الحيوانية أن تصبح دراسة النوم في الدواجن جزءاً لا يتجزأ من تصميم المزارع المستقبلية، لتوفير بيئة مثالية تسهم في إنتاج لحوم وبيض أعلى جودة، ضمن منظومة متكاملة تحترم الجوانب البيولوجية للطائر.