الزراعة تطلق أفضل خطة لزراعة الثوم المصري

كشف الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ، عن انطلاق استعدادات المزارعين في مصر لتجهيز الأراضي وبدء زراعة موسم الثوم لعام 2025، هذا المحصول الاستراتيجي.
وأكد فهيم أن الثوم يتمتع بإنتاجية عالية جدًا إذا ما تم الالتزام بالمواعيد والإجراءات الفنية الصحيحة، ما يضمن لمصر الاستمرار في مكانتها كثاني أكبر دولة منتجة للفدان على مستوى العالم بعد إسبانيا.
تاريخ الثوم في مصر: أرض خصبة وإنتاج قياسي
وأشار إلى أن زراعة الثوم مرت بمراحل تطور واضحة على مدار السنوات الماضية، حيث لعبت مصر دورًا بارزًا في الإنتاج العالمي بسبب المناخ المناسب والخبرة الزراعية المكتسبة.
وأوضح فهيم أن محافظات المنيا وبني سويف والشرقية والدقهلية تعتبر من أكبر المناطق المنتجة، مما يعكس التنوع الجغرافي في نجاح الزراعة.
ولفت إلى أن الأصناف الأكثر شهرة المستخدمة في الموسم الحالي هي:
الثوم البلدي: يتميز بقشرة بيضاء وعدد فصوص يتراوح بين 40 و60 فصًا في الرأس.
سدس 40 وإيجاسيد 1: يتميز بلونه البنفسجي الخفيف ويحتوي على 10 إلى 15 فصًا.
المواعيد المثالية للزراعة: مفتاح النجاح
حدد الدكتور فهيم توقيت زراعة الثوم بدقة وفقًا للمنطقة، حيث يبدأ الموسم في الوجه البحري من منتصف سبتمبر، بينما يبدأ في الوجه القبلي من بداية أكتوبر وحتى منتصف الشهر. ويشدد على أهمية الالتزام بهذه المواعيد لضمان نمو صحي وقوي للمحصول.
خطوات عملية وأساسية للنجاح في الموسم الجديد
أوضح فهيم أن هناك عدة خطوات لا غنى عنها لتحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة عالية، منها:
تجهيز التقاوي قبل الزراعة بيوم أو يومين، من خلال تفصيص الفصوص، نقعها في مياه جارية، واستخدام محلول الكبريت الميكروني لتحسين الجودة.
زراعة فص واحد على الريشتين بمسافة 7 إلى 10 سم لضمان مساحة مناسبة للنمو.
الري الخفيف بعد الزراعة مباشرة أو بعد يومين لدعم بدء نمو النبات.
مكافحة مبكرة للتربس، خاصة في الثوم البلدي، وكذلك مكافحة اللطعة الأرجوانية التي تظهر في أصناف سدس 40 وإيجاسيد 1.
ضبط التسميد وعدم الإفراط في استخدام الآزوت لتجنب ظهور الأمراض.
مكافحة متكاملة للأمراض والحشرات: حماية الموسم من الخسائر
أضاف فهيم أن أبرز التحديات التي تواجه زراعة الثوم، مع حلول عملية لمواجهتها:
التربس: يبدأ ظهوره من أكتوبر، وتزداد أعداده بين يناير والحصاد، مسببًا بقعًا فضية على الأوراق. يزداد تضرر الثوم البلدي منه بسبب زيادة الرطوبة أو زيادة التسميد بالآزوت. يُنصح برش مبيد “لمبادا 5%” بمعدل 200 سم³ للفدان للسيطرة عليه.
اللّطعة الأرجوانية: تظهر كبقع بيضاء تتحول إلى لون أرجواني غامق مع حواف بنية، مسببة اصفرار وموت الأوراق، وتؤثر بشكل خاص على أصناف سدس 40 وإيجاسيد 1.
الصدأ: ينتشر في الجو البارد والرطب، ويُظهر بقعًا برتقالية أو بنية على الأوراق، مما يؤدي إلى جفافها وسقوطها. الحل يكمن في رش مبيدات فطرية تحتوي على مواد فعالة مثل التريازول أو الستروبيلورين، حسب شدة الإصابة.
لفحة الإستيمفيليوم: تسبب بقعًا بنية داكنة على الأوراق، تظهر كعلامات احتراق. يُنصح باستخدام مبيدات فطرية جهازيّة ووقائية مثل المانكوزيب مع التوبسين أو الإسكور بالتناوب.
المستقبل الواعد: موسم مختلف بإنتاجية وجودة عالية
أكد الدكتور فهيم أن الالتزام بهذه التوصيات والخطوات العلمية سيجعل موسم زراعة الثوم القادم مختلفًا تمامًا من حيث الإنتاجية والجودة، مما يعزز مكانة مصر كقوة زراعية رائدة في هذا المجال الحيوي، ويضمن توفير محصول قوي يدعم الأمن الغذائي والاقتصادي للبلاد.