بدائل الدهون في منتجات الألبان.. هل هي حل صحي أم خدعة تسويقية؟

قال الدكتور محمد عبيد مصطفى، الباحث بمحطة البحوث الزراعية في العريش، إنه في ظل تزايد الوعي الصحي لدى المستهلكين، بدأ الاتجاه نحو المنتجات منخفضة الدهون يتصاعد بشكل ملحوظ، مما دفع العديد من الشركات الغذائية إلى اللجوء إلى بدائل الدهون في منتجات الألبان مثل الزبادي، الجبن، والحليب. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون: هل هذه البدائل فعلاً مفيدة للصحة، أم أنها مجرد خدعة تسويقية تخفي وراءها أضرارًا صحية محتملة؟.
الماضي: توجهات السوق نحو تقليل الدهون
وأضاف أنه طالما ارتبطت الدهون في منتجات الألبان بمخاوف صحية مثل زيادة الوزن وأمراض القلب، ما جعل الكثير من الأشخاص يسعون لتقليل استهلاكهم لهذه الدهون. وفي هذا السياق، بدأت الشركات الغذائية بتطوير بدائل الدهون، التي تهدف إلى تقليل السعرات الحرارية وتحسين القوام دون التأثير الكبير على الطعم. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت تساؤلات تنشأ حول جدوى هذه البدائل وتأثيراتها الصحية على المدى الطويل.
الحاضر: استخدام بدائل الدهون في صناعة الألبان
وأوضح الدكتور محمد عبيد مصطفى، أن بدائل الدهون تشمل عدة مكونات، أبرزها الزيوت النباتية المهدرجة وغير المهدرجة، النشويات المعدلة، البروتينات النباتية والحيوانية، والألياف الغذائية. وقد تمثل هذه البدائل حلاً مناسبًا في عدة حالات، مثل تقليل السعرات الحرارية، تحسين القوام بعد إزالة الدهون الأصلية، إطالة مدة صلاحية المنتجات، وتقليل التكلفة الإنتاجية مقارنة بالدهون الحيوانية.
الفوائد المحتملة لبدائل الدهون:
1. تقليل الدهون المشبعة: تقليل محتوى الدهون المشبعة في المنتجات قد يكون مفيدًا في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
2. الملائمة للحمية الغذائية: تستخدم بدائل الدهون في منتجات الألبان لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية تهدف إلى تقليل الوزن.
3. تحسين الخصائص التكنولوجية: مثل الذوبان والامتصاص.
4. خفض مستويات الكوليسترول: بعض البدائل قد تساهم في تقليل الكوليسترول الضار في الدم.
المستقبل: تأثيرات سلبية محتملة على المدى البعيد
ورغم الفوائد المذكورة، أشار الدكتور محمد عبيد مصطفى إلى أن بعض المخاطر الصحية المحتملة من استخدام بدائل الدهون في الألبان، خاصة إذا كانت تحتوي على مكونات غير صحية:
1. زيوت مهدرجة: مثل زيت النخيل المهدرج الذي قد يؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار.
2. فقدان الفيتامينات: نقص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين A و D و K و E.
3. إضافة مواد مضافة: مثل المثبتات والمكثفات التي قد تؤثر على الصحة مع الاستخدام الطويل.
4. منتجات "قليلة الدسم": قد تحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية والنشويات، مما يُخدع به المستهلكون.
5. تأثيرات غير معروفة: بعض البدائل المصنعة قد تثير قلقًا بشأن تأثيراتها طويلة المدى على الصحة.
كيفية اختيار المنتجات الصحية:
لتجنب الوقوع في فخ البدائل المغشوشة، يقدم الدكتور محمد عبيد بعض النصائح الهامة للمستهلكين:
1. قراءة المكونات بعناية: تجنب المنتجات التي تحتوي على "دهون مهدرجة" أو "زيوت نباتية غير معروفة".
2. اختيار المنتجات الطبيعية: يفضل اختيار المنتجات التي تحمل علامة "خالية من الزيوت المهدرجة" و"مصنوعة من الحليب كامل الدسم أو نصف دسم طبيعي".
3. الشراء من شركات موثوقة: تأكد من شراء المنتجات من مصادر وشركات معروفة بسمعتها في السوق.
4. التركيز على التركيبة الكاملة: لا تنخدع بكلمة "قليل الدسم" فقط، فالأهم هو معرفة مكونات المنتج بالكامل.
في الختام، يرى الدكتور محمد عبيد مصطفى أن بدائل الدهون قد تكون حلاً ذكيًا في حال استخدامها بطرق صحية وشفافة، ولكنها قد تتحول إلى خدعة صحية إذا تم إضافة مواد ضارة لتعويض الطعم أو لتخفيض التكاليف. في النهاية، تظل القيمة الغذائية لدهن الحليب الطبيعي هي الأهم، لما يحتويه من فيتامينات وعناصر غذائية أساسية لصحة الإنسان، ما يجعل من الضروري التوازن بين الفوائد والمخاطر عند اختيار المنتجات الغذائية.