تحذير علمي من انتشار حفار ساق الذرة

حذّر الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور بمركز البحوث الزراعية، من تصاعد خطر آفة حفار ساق الذرة الأوروبي (Ostrinia nubilalis)، التي تُعد واحدة من أخطر الآفات الثاقبة لمحصول الذرة، وتشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي في البلاد، خصوصًا في مناطق شمال الدلتا.
من الماضي... بداية ظهور الآفة وانتشارها
وقال إنه لم تكن هذه الآفة محط اهتمام كبير، لكنها بدأت تفرض حضورها تدريجيًا، خاصة في الحقول التي تزرع بها الذرة والأرز. وتعد حشيشة "الدنيبة" – المنتشرة في تلك الأراضي – أحد العوائل الثانوية للحفار، ما يجعل مكافحتها ضرورية ضمن استراتيجية المواجهة.
في الحاضر... دورة حياة الآفة وأعراض الإصابة
وأوضح الدكتور فيصل أن فراشات الحفار تبدأ في وضع البيض على نباتات الذرة حين يبلغ عمرها ما بين 45 إلى 50 يومًا، وذلك على السطح السفلي للأوراق قرب العرق الوسيط. وبمجرد الفقس، تتجه يرقات الطور الأول إلى الأجزاء العلوية والمتوسطة من النبات، ثم تنتقل لاحقًا إلى داخل الساق في الأعمار الوسطى، مما يزيد من صعوبة مكافحتها.
أعراض الإصابة بالآفة تبدو واضحة للمزارعين:
1. ظهور ثقوب دائرية منتظمة على الأوراق تشبه آثار الطلق الناري، فيما يعرف علميًا بـ Shot hole.
2. تكسر الشوشة أو النورة المذكرة نتيجة تغذية اليرقات.
3. تشوه الكيزان واكتسابها مظهر "سن العجوز".
4. كسر الساق وجفافها بسبب حفر اليرقات للأنفاق داخل أنسجة النبات، مما يعيق حركة العصارة ويؤثر على النمو والإنتاج.
الحد الحرج والمكافحة... معركة تُحسم مبكرًا
يشدد الدكتور فيصل على أهمية الرصد المبكر لتحديد "الحد الحرج للتدخل"، والذي يُقدر بوجود 1-2 يرقة في النبات الواحد، أو إصابة 18% من النباتات في الحقل بوجود لطع. وتعد مرحلة 6-8 أوراق من أخطر المراحل التي يجب فيها بدء المعالجة الفورية.
أما فيما يتعلق بالمكافحة، فأكد أن المواد الفعالة المستخدمة لمكافحة دودة الحشد الخريفية تصلح أيضًا لحفار ساق الذرة، ولكن بشرط رئيسي: يجب التدخل في الأطوار اليرقية المبكرة، لأن دخول اليرقات إلى داخل الساق يجعل المبيدات الحشرية غير فعالة تمامًا.
نحو المستقبل... هل من استراتيجية وطنية؟
وأوضح الدكتور فيصل أنه مع استمرار تزايد المخاطر الناتجة عن حفار ساق الذرة الأوروبي، تصبح الحاجة مُلحة إلى تطوير برامج وطنية متكاملة لمكافحته، لا تقتصر على العلاجات الكيميائية فقط، بل تمتد إلى الاعتماد على المكافحة البيولوجية والزراعة الذكية وتحسين مواعيد الزراعة، مع تعزيز الوعي لدى المزارعين بكيفية اكتشاف الإصابة المبكرة.