الأرض
موقع الأرض

ارتفاع الحرارة يدمر المحاصيل ويهدد الأمن الغذائي.. تفاصيل

ارتفاع الحرارة يدمر المحاصيل
إسلام موسى -

تشكل الزراعة عمودًا فقريًا للحياة الاقتصادية والاجتماعية، تواجه محافظة دمياط واقعًا مقلقًا بفعل التغيرات المناخية الحادة التي ضربت المنطقة خلال الموسم الزراعي الحالي، ما بات يهدد الأمن الغذائي ويزيد من أعباء المزارعين.

الواقع الميداني: محاصيل تنهار وقلق يتزايد

يقول محمد عبدالعال، أحد مزارعي مدينة كفر البطيخ:
"نواجه هذا الموسم تحديات غير مسبوقة... الطماطم تتساقط قبل نضجها، الفلفل والباذنجان والبطاطس على وشك أن تلحق بها، والسبب هو الحرارة التي لم نعهدها من قبل."

هذه ليست شكوى فردية، بل جزء من مشهد واسع تعاني فيه غالبية الحاصلات الزراعية، حيث فشلت بعض الأراضي في مقاومة الإجهاد الحراري رغم المحاولات المكثفة للحد من الخسائر.

الجهود الرسمية: خطة مواجهة واستجابة عاجلة

من جانبه، أكد المهندس خالد عبدالسلام، وكيل وزارة الزراعة بدمياط، أن المديرية وضعت خطة طوارئ لمواجهة تداعيات التغير المناخي، ترتكز على تقديم الدعم الفني للمزارعين ومتابعة الوضع على الأرض بشكل يومي.

وأوضح عبدالسلام أن تعديل مواعيد الري، وتكثيف التسميد الورقي، والتوعية بطرق مكافحة الإجهاد الحراري، تمثل أبرز الإجراءات المتبعة حاليًا لحماية المحصول الصيفي، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجيات نُفذت بالتنسيق مع مركز المناخ الزراعي، الذي يوفر بيانات جوية دقيقة تساعد في إصدار التوصيات الفنية المناسبة.

وأضاف: "نحن نعمل بشكل ميداني مستمر، ونجري زيارات مكثفة لتقديم الدعم والإرشاد للمزارعين، مع إصدار نشرات دورية تحتوي على نصائح عملية لكيفية التعامل مع التغيرات المناخية."

تكاليف الإنتاج ترتفع... والربح يتآكل

ورغم تلك الجهود، لا يزال الواقع صعبًا على الأرض.
سامي عبدالهادي، مزارع من مركز فارسكور، يشير إلى أن حجم الخسائر تجاوز التوقعات:
"خسائرنا هذا الموسم لم تكن فقط في كمية الإنتاج، بل في جودة المحصول أيضاً. نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن الكلفة أصبحت مرهقة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأسمدة وقلة المعروض منها."

أما المزارع مجدي عويس، فأكد أن المعادلة باتت شبه مستحيلة:
"نضخ استثمارات عالية في الأسمدة والمياه لحماية المحصول، لكن العائد قد لا يغطي التكلفة، بل إن بعض المزارعين يخشون من عدم القدرة على تسويق محاصيلهم بأسعار عادلة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق وتحميل المواطن العبء الأكبر."

المستقبل على المحك: ضرورة التحرك العاجل

وقال ما تشهده دمياط اليوم ليس أزمة طارئة، بل إنذار مبكر لمستقبل مهدد بالتقلبات المناخية القاسية، التي لم تعد تفرق بين موسم وآخر، ولا بين محصول وآخر. حيث أن التغيرات المناخية باتت واقعًا يجب التعامل معه بخطط طويلة الأمد، تبدأ من دعم البحوث الزراعية، وتمر عبر توفير دعم حكومي مباشر للفلاحين، ولا تنتهي عند تطوير أصناف نباتية مقاومة للحرارة والجفاف.