الأرض
موقع الأرض

قفزة بنسبة 75٪ في صادرات الفراولة المجمدة

اسلام موسى -

تواصل الفراولة المجمدة المصرية حصد النجاحات في الأسواق الدولية، بعد أن فرضت نفسها بقوة على خريطة التصدير العالمية، محققة أرقامًا غير مسبوقة، أكدت مكانة مصر كواحدة من أبرز دول العالم في تصدير الفراولة المجمدة.

لم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل نتيجة سنوات من العمل الدؤوب، وتطوير زراعي وصناعي مدروس، جعل من الفراولة المصرية رمزًا للجودة والمذاق المميز، لتصبح من أكثر المنتجات الزراعية طلبًا في الأسواق الدولية، دون أن يؤثر ذلك على توفرها في السوق المحلي، حيث ما تزال تُعرض بكميات تفوق حجم الصادرات.

قفزات قياسية في صادرات 2025

خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، كشفت أحدث تقارير المجلس التصديري للصناعات الغذائية أن صادرات الفراولة المجمدة المصرية بلغت نحو 442 مليون دولار، محققة نموًا بنسبة 75% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024. وهو رقم تجاوز بكثير إجمالي صادرات الفراولة المجمدة خلال العام الماضي بأكمله.

وفي عام 2024، بلغ إجمالي حجم الصادرات حوالي 350 ألف طن بعائدات وصلت إلى 381 مليون دولار، بحسب ما أعلنه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ما يعكس حجم القفزة الكبيرة التي شهدها هذا القطاع في أقل من عام.

ما الذي يميز الفراولة المجمدة المصرية؟

لم تأتِ هذه الطفرة من فراغ، بل نتيجة عوامل عديدة جعلت الفراولة المصرية تتفوق على نظيراتها عالميًا. ووفقًا لتقرير صادر عن الحجر الزراعي المصري، فإن أبرز الأسباب التي عززت من تنافسية هذا المنتج تتمثل في:

زراعة أصناف مطلوبة عالميًا، وعلى رأسها صنف "الفستيفال" الذي يتمتع بجودة عالية.

المذاق السكري واللون الأحمر الثابت بعد التجميد، ما يمنحها جاذبية بصرية ومذاقية فريدة.

استخدام أحدث تقنيات التجميد، التي تحافظ على الشكل الطبيعي والحجم والنكهة دون تأثر.

التزام صارم بمعايير التصدير الدولية، خصوصًا فيما يتعلق بمتبقيات المبيدات.

سعر تنافسي مقابل جودة عالية، مما يجعلها مطلوبة بقوة في مختلف الأسواق العالمية.

موسم حصاد طويل يمتد من ديسمبر حتى أبريل، ويوفر المنتج لفترات يصعب فيها على الأسواق المنافسة التواجد.

موقع مصر الجغرافي المثالي، الذي يساهم في تسريع عمليات التصدير وتقليل تكاليف الشحن.

تحديات زراعية وحلول آنية

رغم هذا النجاح، لا تزال هناك تحديات على الأرض تتطلب التعامل معها بدقة، خاصة مع التغيرات المناخية. فقد حذر الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، من آثار الموجة الحارة الحالية على شتلات الفراولة، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها، أبرزها:

تجنب الإفراط في الري، خاصة في المناطق المنخفضة.

تشغيل الرشاشات ثلاث مرات يوميًا، مع الالتزام بأوقات محددة.

عدم الري في أوقات الظهيرة.

الالتزام بتغذية الشتلات باستخدام نترات الماغنسيوم و"الفولفيك" مع الري بالتنقيط.

الابتعاد عن الأسمدة النيتروجينية خلال فترات الحر.

تقوية الشتلات قبل نقلها للأراضي المستديمة، ومكافحة الأمراض الفطرية التي تنشط مع الإجهاد الحراري.