الأرض
موقع الأرض

مواجهة حرارة الصيف.. توصيات علمية لحماية محصول البلح وتحسين جودته

اسلام موسى -

الدكتور عبدالرحمن متولي، رئيس قسم بحوث الوقاية والأمراض بالمعمل المركزي لبحوث النخيل التابع لمركز البحوث الزراعية، إنه في ظل ما تشهده البلاد من موجات حر شديدة تهدد استقرار القطاع الزراعي، برزت الحاجة الملحة لتوفير حلول علمية تحمي المحاصيل الاستراتيجية من التأثيرات المناخية القاسية، وعلى رأسها نخيل البلح، أحد أبرز دعائم الأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي في مصر.

من هذا المنطلق، قدّم الدكتور عبدالرحمن متولي، حزمة من التوصيات الإرشادية للمزارعين، تهدف إلى حماية ثمار البلح خلال مرحلة التحجيم والتلوين، وهي من أدق المراحل التي يمر بها المحصول قبل النضج. وتأتي هذه التوجيهات في وقت حرج تشهد فيه العديد من المناطق الزراعية موجات حر متكررة، قد تؤدي إلى خسائر فادحة في الإنتاج ما لم يتم التعامل معها بأسلوب علمي دقيق.

الماضي... دروس من مواسم الخسارة

شهدت مواسم سابقة تراجعًا ملحوظًا في جودة البلح وإنتاجيته نتيجة عدم الاستعداد الكافي لموجات الحر المفاجئة، ما أدى إلى تساقط الثمار أو تشوهها، وفقدان جزء كبير من القيمة التسويقية للمنتج. ومن هنا، جاءت أهمية تفعيل دور البحث العلمي والإرشاد الزراعي، لتقليص حجم الخسائر وتقديم حلول واقعية وقابلة للتنفيذ.

الحاضر... إجراءات عاجلة لحماية المحصول

بحسب الدكتور متولي، فإن التوصيات التي تم إصدارها تركّز على ممارسات دقيقة تساهم في تقليل الأضرار الحرارية على أشجار النخيل، وتتمثل أبرز هذه التوصيات فيما يلي:

1. ضبط مواعيد الري: تقليل معدلات الري خلال ساعات النهار، مع اقتصارها على فترات الليل أو الصباح الباكر، لتجنب تبخر المياه السريع والتقليل من إجهاد الأشجار.

2. استخدام محاليل معدنية محسّنة: رش الأشجار بمحلول يحتوي على سلفات البوتاسيوم وسلفات الماغنيسيوم، وهي عناصر تُعزز من عملية التسكير وتحسين حجم الثمار.

3. وقف التسميد الآزوتي مؤقتًا: الامتناع التام عن استخدام الأسمدة الآزوتية خلال هذه المرحلة، لما لها من تأثير سلبي على جودة الثمار تحت تأثير درجات الحرارة العالية.

4. تنظيف محيط الأشجار: إزالة الثمار المتساقطة وأكياس التغليف من محيط الأشجار، للحفاظ على بيئة نظيفة تقل فيها احتمالات العدوى أو تفشي الآفات.

المستقبل... نحو إنتاجية أفضل وجودة أعلى

أوضح الدكتور متولي أن التزام المزارعين بهذه التوصيات لن يسهم فقط في الحد من الخسائر الحالية، بل سيعزز من فرص الحصول على محصول عالي الجودة، وقابل للتسويق المحلي والتصديري. كما أشار إلى أن توظيف هذه الممارسات بصورة منهجية قد يشكل نقلة نوعية في مستقبل زراعة النخيل، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تتطلب استعدادًا دائمًا وخططًا استباقية.

وفي الوقت الذي تتجه فيه الدولة إلى دعم المزارعين وتوسيع الرقعة الزراعية للنخيل، تبقى مثل هذه الإرشادات العلمية ضرورة لا غنى عنها لضمان استدامة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.