الأرض
موقع الأرض

الأسعار تنخفض والمزارع تتعافى من أزمات السوق

اسلام موسى -

شهدت أسواق الدواجن في مصر تحولًا ملحوظًا منذ مطلع الشهر الجاري، تمثل في تراجع كبير بأسعار البيع سواء في المزارع أو منافذ البيع المباشرة. وبعد أن تجاوز سعر الكيلو الواحد 80 جنيهًا خلال الشهر الماضي، سجلت الأسعار الحالية انخفاضًا واضحًا ليصل سعر الكيلو إلى 62 جنيهًا فقط، وهو ما يُمثل تراجعًا يتجاوز 15 جنيهًا خلال أسابيع قليلة.

من ارتفاع غير مسبوق إلى هبوط مفاجئ

هذا التراجع يأتي بعد فترة من الارتفاعات الحادة التي شهدتها أسعار الدواجن، والتي أثقلت كاهل المستهلك المصري، ودخلت في دوامة من التذبذب بين الزيادة والهبوط، وفقًا لمعدلات العرض والطلب. ويُعزى هذا الانخفاض الأخير، وفق خبراء السوق، إلى زيادة المعروض من الدواجن بشكل كبير، مما خلق حالة من التوازن بعد شهور من الاضطرابات السعرية.

ورغم هذه التقلبات، تبقى صناعة الدواجن في مصر واحدة من الركائز الأساسية للأمن الغذائي الوطني، حيث أثبت القطاع قدرته على الصمود في وجه تحديات غير مسبوقة، مثل ارتفاع أسعار الأعلاف، وتقلبات الاستيراد، وتأثيرات التغيرات المناخية على الإنتاج.

مصر تحقق الاكتفاء الذاتي.. رغم التحديات

في هذا السياق، يؤكد ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن مصر، ورغم كل ما واجهته من أزمات، ما زالت تحتفظ بـ اكتفاء ذاتي كامل من الدواجن والبيض، وهو ما يُعد إنجازًا استراتيجيًا في ظل الأزمات العالمية المرتبطة بالغذاء والإنتاج الحيواني.

وقال الزيني بوضوح:

"لدينا اكتفاء ذاتي من الدواجن والبيض، ولدينا القدرة على الحفاظ عليه وتوسيع صادراتنا مع الفائض المستمر."

الدولة تتحرك بثبات نحو الأسواق العالمية

من جانبه، أكد الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، أن الدولة وضعت نصب أعينها منذ سنوات الوصول إلى منظومة إنتاج داجني متكاملة ومستقرة.

وأوضح أن هناك رؤية واضحة تعتمد على دعم المنتج المحلي وتحقيق التوازن بين الإنتاج والتصدير.

وأشار سليمان إلى أن القيادة السياسية والوزارية تُولي ملف تصدير الفائض أهمية قصوى، في إطار خطة الدولة لتشجيع الاستثمار الزراعي والداجني وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة من خلال التصدير إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

وأضاف:

"مصر اليوم تحتل مكانة متقدمة في صناعة الدواجن إقليميًا، والقطاع لديه الإمكانيات البشرية والتكنولوجية التي تؤهله لقيادة السوق في المنطقة."

المستقبل يحمل فرصًا واعدة واستثمارات ضخمة

ومع تراجع الأسعار واستقرار المعروض، تبدو بوادر التفاؤل واضحة في الأفق. حيث يُنتظر أن يُشكّل هذا الاستقرار في السوق حافزًا لإعادة تنظيم المنظومة الإنتاجية والتوسع في مشروعات تربية الدواجن الحديثة، بما يتماشى مع المعايير الدولية، ويضمن سلامة المنتج وزيادة القدرة التنافسية عالميًا.

كما يُتوقع أن يُسهم الاستقرار السعري الحالي في تشجيع الاستهلاك المحلي، وخلق حالة من التوازن في الأسواق، خاصة مع اقتراب المواسم التي تشهد عادة ارتفاعًا في الطلب.