الأرض
موقع الأرض

أطباء يكشفون فوائد مذهلة لقشور التين الشوكي

اسلام موسى -

أكد الدكتور معتز القيعي، أخصائي التغذية العلاجية والرياضية، أن قشور التين الشوكي تحتوي على مجموعة قوية من الألياف القابلة للذوبان، على رأسها البكتين، إلى جانب مضادات الأكسدة الطبيعية مثل البيتالين والفلافونويدات. هذه العناصر تعمل بتناغم لدعم صحة الإنسان بطرق متعددة، تبدأ من السيطرة على مستويات السكر في الدم ولا تنتهي عند الوقاية من أمراض القلب.

قشور التين الشوكي ومحاربة السكري

من أبرز المفاجآت التي كشفتها الأبحاث، أن هذه القشور قادرة على خفض مستويات الجلوكوز في الدم من خلال إبطاء امتصاصه في الأمعاء. وهذا لا يعني فقط تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بل يمتد الأثر أيضًا إلى تحسين حساسية الأنسولين وتقليل مقاومته، وهي آليات حاسمة في إدارة المرض.

صحة القلب تبدأ من القشور

كذلك، فإن الألياف الموجودة في قشور التين الشوكي تساهم في خفض الكوليسترول الضار (LDL) عبر تقليل امتصاص الدهون الغذائية، مما يعزز صحة القلب والأوعية الدموية. كما تلعب مضادات الأكسدة دورًا في حماية الشرايين من التصلب والتلف الناتج عن الالتهابات المزمنة.

التهاب المفاصل والأمراض المزمنة تحت المجهر

تحتوي هذه القشور على مركبات طبيعية مضادة للالتهاب مثل الأنثوسيانين والبيتالين، وهي فعالة في تقليل الأعراض المصاحبة لحالات الالتهاب المزمن مثل التهاب المفاصل. وأوضح الدكتور القيعي أن هذه المركبات تعمل على تحييد الجذور الحرة، التي تعد من الأسباب الرئيسية لتدهور الحالة الصحية مع التقدم في العمر.

دعم الجهاز الهضمي وخسارة الوزن

وفي جانب لا يقل أهمية، تساعد القشور في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، حيث تدعم الألياف توازن البكتيريا النافعة وتُحسّن حركة الأمعاء، مما يُخفف من أعراض القولون العصبي والإمساك. أما بالنسبة لمن يسعون لفقدان الوزن، فتناول القشور يطيل من الشعور بالشبع، ما يقلل من الرغبة المستمرة في تناول الطعام ويخفض من السعرات الحرارية المستهلكة.


ولفت بينما اعتاد الناس على الاستمتاع بثمار التين الشوكي كفاكهة صيفية منعشة ومحببة في أيام الحر، ظلّ الجزء الأكثر فائدة منها - القشور - يُهمل ويُلقى جانبًا، دون دراية بما تخبئه من فوائد صحية قد تغيّر مفاهيم التغذية والعلاج الوقائي. واليوم، يكشف العلم الحديث عن قدرات علاجية مذهلة لقشور هذه الثمرة الشوكية، لتتحول من مجرد مخلفات إلى مكوّن فعّال في الوقاية من أمراض مزمنة تهدد حياة الملايين.


من ماضٍ مُهمل إلى حاضرٍ واعد
وأوضح لفترة طويلة، لم تكن قشور التين الشوكي تُعتبر أكثر من غلاف حاد لفاكهة لذيذة. لكن مع تطور الدراسات الطبية والاهتمام المتزايد بالطب الوقائي، بدأ الباحثون يُعيدون النظر في هذا "الجزء المُهمّش"، ليتبين أن هذه القشور غنية بعناصر غذائية نادرة ومركبات نشطة حيويًا، تمثل درعًا طبيعيًا ضد عدد من أخطر الأمراض.


المستقبل: من مهملات المائدة إلى مكملات دوائية؟

يشير التوجه العلمي الحالي إلى إمكانية إدخال قشور التين الشوكي في صناعات الأغذية الوظيفية أو حتى في المكملات الدوائية مستقبلاً، خاصة مع تنامي الاهتمام العالمي بالطب البديل والوقائي. ويُتوقع أن تشهد السنوات القادمة توسعًا في الأبحاث السريرية التي ستفتح الباب لاستخدامات طبية أوسع لهذا المورد الطبيعي الثمين.


لم تعد قشور التين الشوكي مجرد بقايا لا فائدة منها، بل أصبحت رمزًا جديدًا لفكرة "الدواء من الطبيعة". وبينما يكشف الطب الحديث عن المزيد من أسرار هذه القشور، يبقى السؤال: كم من الكنوز الطبيعية الأخرى ما زالت مختبئة في صمت، بانتظار من يُنصت إلى رسائلها الصامتة.