الأرض
موقع الأرض

«مناخ الزراعة»: انكسار الصهد يدعم موسم زراعة العروة الجديدة

انكسار الصهد على زراعة العروة الجديدة
إسلام موسى -

أكد الدكتور محمد علي فهيم، مدير مركز معلومات تغير المناخ، أن قوة الطاقة الشمسية المصاحبة للحرارة المرتفعة، أو ما يُعرف بـ"الصهد"، بدأت تنكسر تدريجيًا، وذلك بالتزامن مع تحرك الشمس الظاهري نحو الجنوب، مبتعدة عن مدار السرطان، ورغم أن درجات الحرارة ما تزال مرتفعة نسبيًا في معظم أنحاء الجمهورية، فإن هذه التحولات تعد مقدمة حقيقية لبداية مرحلة مناخية جديدة، تمهد لموسم زراعي مختلف.


العد التنازلي لانتهاء الصيف.. والزراعة تبدأ بالاستعداد

بحسب فهيم، فإن أقل من سبعة أسابيع فقط تفصل مصر عن انتهاء الصيف فلكيًا ورسمياً، ليبدأ فصل الخريف بأجوائه الانتقالية التي تتسم غالبًا بالتذبذب بين صيف متأخر وشتاء مبكر، وقد يشهد هذا العام خريفًا "صاخبًا ومراوغًا"، وفق وصفه، نتيجة امتدادات غير معتادة لمنخفضي السودان والهند الموسميين.

لكن على الجانب الإيجابي، فإن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد تحسّنًا تدريجيًا في الطقس، ما يجعل الأجواء أكثر ملاءمة لانطلاق زراعة العروة الخريفية الجديدة، خاصة في المناطق الجنوبية والوجه القبلي.


ماذا يزرع المزارعون خلال هذه المرحلة؟

أوضح فهيم أن منتصف شهر أغسطس وما بعده يمثل انطلاقة فعلية لزراعة عدد من المحاصيل الاستراتيجية والخضرية، حيث تُصبح الأجواء في تلك الفترة مواتية بشكل كبير لزراعة:

البنجر

الخرشوف

البطاطس النيلي

الفاصوليا البيضاء (في صعيد مصر أولًا، ثم الوجه البحري لاحقًا)

البسلة البدرية

الثوم (خاصة في محافظتي بني سويف والمنيا)

مشتل البصل بنوعيه: المقور والسبعيني، في الوجه القبلي


وأكد أن النصف الأخير من أغسطس سيكون الأنسب لزراعة هذه المحاصيل في الدلتا ومناطق بحري، ما يمنح المزارعين فرصة ذهبية للاستعداد مبكرًا وضبط توقيت الزراعة بدقة.

توقعات الخريف: موسم غير تقليدي في الطريق

التحوّلات المناخية التي بدأت بالظهور تدريجيًا، قد لا تكون هادئة أو نمطية. فالتوقعات تشير إلى أن الخريف المقبل سيكون مختلفًا، يجمع بين حرارة الصيف المتأخرة وبداية محتملة لشتاء ممطر مبكر. هذه الازدواجية في الأجواء قد تحمل بعض التحديات للمزارعين، لكنها في الوقت ذاته توفر ظروفًا ممتازة لبعض المحاصيل الشتوية، إذا أُحسن التعامل معها.


أهمية المتابعة المناخية للمزارع والمخطط الزراعي

المعطيات المناخية الحديثة لم تعد ترفًا معلوماتيًا، بل أصبحت ضرورة يومية للمزارع الذي يسعى لتحقيق أعلى إنتاجية بأقل مخاطرة ممكنة. ويُعد مركز معلومات تغير المناخ من الجهات الرائدة في توفير بيانات وتحليلات دقيقة تساعد على اتخاذ القرار الزراعي السليم.

وفي هذا السياق، يُوصى المزارعون بمتابعة نشرات الطقس الزراعي والتقارير الأسبوعية، لضبط برامج الري والتسميد، واختيار توقيت الزراعة المناسب، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

خاتمة: مناخ يتغير... وزراعة تتكيف

بينما يستمر الصيف في خسارة حدّته تدريجيًا، تستعد الأرض لاستقبال محاصيل جديدة تُبشر بموسم خريفي واعد. وفي ظل توقعات غير تقليدية لأجواء الخريف، فإن المزارع الواعي هو من يتابع، ويخطط، ويتخذ القرار الصحيح في التوقيت المناسب. لقد كان الماضي حارًا، والحاضر أكثر تقلبًا، ولكن المستقبل يحمل في طياته فرصًا كبيرة لكل من يُجيد قراءة المناخ وفهم رسائل الأرض.