الأرض
موقع الأرض

«الزراعة» تطلق أجندة إنقاذ المحاصيل في أغسطس

موجات الحر خلال أغسطس
إسلام موسى -

وجّه الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، تحذيرًا واضحًا للفلاحين والمهندسين الزراعيين، وسط مؤشرات مقلقة لاستمرار موجات الحر خلال شهر أغسطس، مؤكدًا أن صيف 2025 قد يمتد إلى ما بعد منتصف الخريف، ما يستدعي أقصى درجات الحذر في التعامل مع الزراعات الحالية والمقبلة.

وفي هذا السياق، أصدر المركز حزمة توصياته الفنية الشهرية المعروفة باسم "أجندة الفلاح"، والتي تُعد المرجع الأول للمزارعين خلال الشهر، لتفادي الخسائر التي قد تترتب على أي خطأ بسيط في التوقيت أو المعاملة، لا سيما في ظل التقلبات المناخية القاسية.

فهيم يحذر: خطأ بسيط = خسارة كبيرة

قال الدكتور فهيم: "هذا الشهر دقيق للغاية، وأي هفوة في الزراعة قد تتحول إلى خسارة فادحة، خصوصًا مع استمرار درجات الحرارة المرتفعة وموجات الحر المتكررة". وشدد على أهمية الالتزام بالتوصيات الفنية الخاصة بكل محصول، خصوصًا المحاصيل النيلية والخريفية التي تبدأ زراعتها في أغسطس.

دليل التعامل مع المحاصيل في أغسطس

البطاطس – العروة النيلية

تبدأ تحضيرات الزراعة في محافظات: المنيا، النوبارية، المنوفية، البحيرة، والدقهلية.

يُشدد على فحص التقاوي جيدًا للتأكد من خلوها من الأمراض الفيروسية والندوة المبكرة.

يوصى باستخدام 1300 إلى 1500 كجم تقاوي للفدان، واستنباتها في مكان مظلل وجيد التهوية.

يجب رش مطهر فطري أو مخصب حيوي حسب حالة التربة.

تحذير: لا تبدأ الزراعة قبل 25 أغسطس لتفادي الإجهاد الحراري.


الطماطم – عروتا مايو ويونيو + العروة النيلية

التركيز على مكافحة الذبابة البيضاء والتوتا أبسلوتا، اللتين تنشطان مع ارتفاع درجات الحرارة.

الالتزام ببرامج التسميد سواء بالغمر أو التنقيط.

رش دوري للعناصر الصغرى (حديد، زنك، منجنيز، نحاس) كل 15 يومًا لدعم النبات.


الخيار والكوسة

بدء زراعة العروة النيلية، مع التحضير للعروة الخريفية في الصوب.

مكافحة الذبابة البيضاء والجاسيد تمثل أولوية قصوى.

يُوصى باستخدام سليكات البوتاسيوم (5 جم/لتر) لتقوية النبات ضد الإجهاد الحراري.


الثوم

أنسب موعد للزراعة بعد 20 أغسطس.

يجب اختيار الأراضي الطينية أو الصفراء، وتجنب المناطق المصابة بالعفن الأبيض.


البصل الأخضر

تبدأ الزراعة الخريفية في الوجه البحري باستخدام البذور بعد 10 أغسطس.

يُحذر من التسرع في الزراعة خصوصًا تحت أنظمة الري المحوري.

تجهيز مشتل "السبعيني" يبدأ بعد 15 أغسطس وفقًا للنشرات الإرشادية.


الفلفل والباذنجان

استمرار جمع المحصول الحالي طوال الشهر.

يُنصح بتقليل استخدام المبيدات الكيميائية إلا عند الضرورة القصوى.

زراعة شتلات الباذنجان النيلي في 15 أغسطس لتفادي برودة الشتاء.


الفاصوليا

يُعد النصف الأول من سبتمبر الأنسب للزراعة.

يمكن البدء في أواخر أغسطس مع الحذر من انتشار ذبابة الفاصوليا.


الكرنب والقرنبيط

بدء زراعة المشتل أو الزراعة المباشرة بالأرض المستديمة.

الرعاية الدقيقة للشتلات عنصر حاسم في نجاح المحصول.


الخرشوف

الفترة المثالية للزراعة من 15 إلى 25 أغسطس.

يُفضل الزراعة في أراضٍ سبق زراعتها بفول أو برسيم.


اللوبيا

بدء جمع المحصول الجاف خلال أغسطس على مراحل، نتيجة تباين نضج القرون.


البطاطا

وقف الري في الزراعات المتأخرة للحفاظ على جودة الإنتاج.

إمكانية إعداد مشتل الموسم الجديد في نهاية الشهر.


مشاتل الفراولة

التعامل مع الشتلات التي أغلقت نموها باستخدام محلول بوتاسيوم وكالسيوم بورون.

الرش الوقائي للفطريات النشطة (الأنثراكنوز، الألترناريا، الفيتوفثورا) ضروري.

استمرار التغذية الخفيفة مع الحفاظ على رطوبة التربة وتخفيف حرارة المحيط.

الأصناف الموصى بها للعروة المبكرة تشمل: فلوريد، فرتونا، بريلينسر، سينساشن.

الزراعة تحت المجهر في أغسطس

مع دخول مصر المرحلة الأشد حرارة خلال العام، يصبح الوعي الزراعي أداة النجاة الوحيدة أمام المزارع، ويُعد الالتزام بتوصيات "أجندة الفلاح" وسيلة حقيقية لتفادي الأزمات وضمان استقرار الإنتاج الزراعي.

وفي ضوء التغيرات المناخية المتسارعة، فإن التأخر في اتخاذ القرار الزراعي أو تجاهل التوصيات قد يكلف الفلاحين موسمًا بأكمله. وبينما يزداد الطلب على المحاصيل الأساسية، فإن كل فدان يُدار باحترافية سيكون مساهمة حقيقية في الأمن الغذائي للبلاد.