الأرض
موقع الأرض

خطة حكومية طموحة لزيادة صادرات العسل المصري

اسلام موسى -

تُخطط وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب إلى التوسع في صادرات مصر من عسل النحل خلال الفترة المقبلة، في ظل امتلاك البلاد لمقومات تؤهلها لتكون قوة إقليمية في هذه الصناعة.

ثروة نحل ضخمة تنتظر التمكين

تُعد مصر من الدول الرائدة في مجال تربية النحل، حيث تمتلك نحو مليوني خلية نحل موزعة على مختلف المحافظات، ما يجعلها واحدة من أكبر الدول العربية في حجم الثروة النحلية. هذه الأرقام تُشكل قاعدة قوية للانطلاق نحو الأسواق الخارجية، لكن القطاع لا يزال يواجه عددًا من التحديات التي تُعطل قدرته على المنافسة.

تربية النحل.. ركيزة غذائية وبيئية مهملة

بحسب تقرير صادر عن اتحاد النحالين العرب، يُعد قطاع تربية النحل من الركائز الحيوية التي تُسهم في تعزيز الأمن الغذائي والبيئي، ليس فقط عبر إنتاج العسل ومنتجات النحل الأخرى، بل لدوره الأساسي في تلقيح المحاصيل الزراعية، وهو ما ينعكس على إنتاجية وجودة المحاصيل.

ورغم هذه الأهمية، فإن قطاع النحل في مصر يواجه عقبات مزمنة تحتاج إلى تدخلات سريعة وفعالة.


أبرز التحديات التي تعيق قطاع النحل في مصر:

1. نقص التمويل والدعم المالي للمربين:
يعاني المربون، وخاصة صغارهم، من غياب آليات تمويل مناسبة تمكنهم من تطوير مناحلهم وتحسين إنتاجهم.


2. غياب قاعدة بيانات وطنية:
لا توجد حتى الآن بيانات دقيقة ترصد أعداد المناحل والمربين، ما يحد من قدرة الجهات المعنية على التخطيط وتقديم الدعم المناسب.


3. ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج:
أسعار الخلايا، والشمع، ومواد التغذية، والأدوات الأساسية ارتفعت بشكل ملحوظ، ما يُثقل كاهل المربين.


4. صعوبة في توفير الأدوية والعلاجات:
نقص الأدوية البيطرية المخصصة للنحل وارتفاع أسعارها يعرض المناحل للأمراض دون حلول فعالة.


5. تأثير التغيرات المناخية والمبيدات:
تقلبات الطقس وارتفاع درجات الحرارة إضافة إلى استخدام المبيدات الزراعية تؤثر سلبًا على النحل وتقلل من جودة المراعي الطبيعية.


6. ضعف برامج التوعية والإرشاد الفني:
غياب التثقيف المهني والتدريب الميداني يؤدي إلى ضعف في إدارة المناحل وطرق مكافحة الأمراض.


7. محدودية التسويق وارتفاع تكاليف التصدير:
لا توجد خطة تسويقية واضحة تُبرز جودة العسل المصري عالميًا، في ظل ارتفاع تكاليف التصدير وتعقيد إجراءاته.

خارطة طريق للنهوض بالقطاع وزيادة الصادرات

حدد التقرير مجموعة من الحلول العملية التي من شأنها النهوض بالقطاع وتعزيز فرص التصدير، من أبرزها:

إنشاء قاعدة بيانات وطنية شاملة لمربي النحل، تُمكن من رسم السياسات المناسبة وتوجيه الدعم بفعالية.

إطلاق برامج تمويل ميسرة، بالإضافة إلى تقديم منح مالية لصغار المربين لتحفيزهم على التوسع وتحسين جودة الإنتاج.

دعم تصنيع مستلزمات الإنتاج محليًا أو استيرادها بأسعار منافسة، للحد من التكاليف المرتفعة.

توفير الأدوية البيطرية المتخصصة بأسعار مناسبة، مع تشديد الرقابة على الأسواق لضمان جودتها وفاعليتها.

تنظيم برامج تدريبية دورية للمربين حول تقنيات التربية الحديثة، وإدارة المناحل، وأساليب مكافحة الأمراض.

الاستثمار في حملات تسويقية دولية للترويج للعسل المصري كمنتج عالي الجودة، مع العمل على تبسيط إجراءات التصدير وخفض تكاليفه.

تقديم حوافز استثمارية، تشمل الإعفاءات الضريبية والدعم الفني للمستثمرين المحليين والأجانب الراغبين في دخول هذا القطاع.

إنشاء مناطق خاصة للمناحل، تُدار وفق معايير إنتاجية وصحية عالية تضمن السلامة والجودة والاستدامة.

العسل المصري: جودة متميزة تنتظر الدعم

تتمتع مصر بإمكانات طبيعية ومناخية تُتيح لها إنتاج عسل عالي الجودة بمذاق مميز وخصائص غذائية غنية. إلا أن ضعف البنية التحتية التسويقية، وغياب الدعم الفني والمالي، يُهددان بقاء هذا القطاع الحيوي دون استغلال حقيقي.

ومن هنا، تُعد خطة وزارة الزراعة بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب فرصة ذهبية لتحويل قطاع تربية النحل من نشاط تقليدي محدود إلى صناعة استراتيجية قادرة على دعم الاقتصاد الوطني، وفتح أسواق جديدة للمنتج المصري عالي الجودة.