تربية الأغنام: الطريق الأسرع نحو اكتفاء اللحوم

تُعد تربية الأغنام من أبرز دعائم تنمية الثروة الحيوانية في مختلف دول العالم، نظرًا لما توفره من فوائد اقتصادية وزراعية متعددة، إلى جانب مساهمتها في دعم الأمن الغذائي وزيادة المعروض من اللحوم الحمراء. وتتميّز هذه النوعية من المشاريع بانخفاض تكاليفها التشغيلية مقارنة بتربية الأبقار والجاموس، فضلًا عن الطعم المميز للحوم الضأن، الذي يُفضله قطاع كبير من المستهلكين.
ولا تقتصر فوائد الأغنام على اللحوم فقط، بل تتجاوز ذلك إلى إنتاج الأصواف المستخدمة في صناعات متعددة، وسرعة تكاثرها التي تتيح مضاعفة أعدادها في فترات زمنية قصيرة، ما يجعلها خيارًا استثماريًا مثاليًا لصغار المربين والشباب في المناطق الريفية والصحراوية.
الصين في الصدارة.. والسودان عربيًا ضمن العشرة الأوائل
و تتصدر الصين قائمة الدول الأكثر امتلاكًا لثروة الأغنام عالميًا بعدد يقارب 194 مليون رأس، وهو رقم لم تقترب منه أي دولة أخرى حتى الآن. وتحتل السودان المرتبة الثامنة عالميًا، كأول دولة عربية ضمن قائمة العشرة الكبار، بعدد 41.33 مليون رأس.
وجاءت القائمة الكاملة على النحو التالي:
1. الصين: 194 مليون رأس
2. الهند: 75.34 مليون رأس
3. أستراليا: 70.23 مليون رأس
4. إيران: 55.58 مليون رأس
5. نيجيريا: 50.28 مليون رأس
6. تشاد: 45 مليون رأس
7. تركيا: 44.68 مليون رأس
8. السودان: 41.33 مليون رأس
9. إثيوبيا: 35 مليون رأس
10. المملكة المتحدة: 33 مليون رأس
لماذا يُنصح بالتوسع في تربية الأغنام؟
توصي تقارير معهد بحوث الإنتاج الحيواني بضرورة التوسع في مشروعات تربية الأغنام، لما لها من مزايا عديدة تساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل. ومن أبرز هذه المزايا:
انخفاض التكلفة: لا تعتمد على أعلاف مكلفة، بل تعتمد على الرعي والمخلفات الزراعية.
كفاءة تناسلية عالية: بعض السلالات تُنتج من 1.6 إلى 1.7 حمل لكل 100 نعجة سنويًا.
دورة تسمين سريعة: تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، ما يتيح دورة رأسمال أسرع.
تحمل ظروف البيئة القاسية: تصلح للتربية في المناطق الصحراوية والجافة.
الاستفادة من الأعلاف الفقيرة: كالقش، والأتبان، والمراعي الفقيرة غير المناسبة للأبقار.
تحسين خصوبة التربة: بسبب العناصر الغنية في روث الأغنام مثل الأزوت والفوسفور.
إنتاج أصواف وجلود: تُستخدم في صناعات مثل السجاد والمنتجات الجلدية الفاخرة.
لبن الماعز وإنتاج الجبن: يدخل في تصنيع "الجبن الركفورد"، أحد أغلى أنواع الجبن عالميًا.
خطط مصرية لزيادة الإنتاج المحلي وتوسيع الرقعة الرعوية
في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على استيراد اللحوم، الذي يتجاوز حاليًا 40% من حجم الاستهلاك المحلي، تضع الدولة ضمن أولوياتها التوسع في مشروعات تربية الأغنام والماعز، من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
وتعكف الوزارة على دعم السلالات المحلية ذات الإنتاجية العالية مثل "البرقي"، إلى جانب استقدام سلالات جديدة أكثر إنتاجية، تتلاءم مع البيئة المصرية، خصوصًا في المناطق الصحراوية والأراضي المستصلحة.
كما تؤكد الوزارة أن هذه المشروعات تُعد فرصة ذهبية لشباب الخريجين وصغار المربين، نظرًا لمرونة الأغنام والماعز في التأقلم مع ظروف البيئة، وقدرتها على تحقيق عائد اقتصادي جيد دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة أو استثمارات ضخمة.
تربية الأغنام لم تعد مجرد نشاط زراعي تقليدي، بل مشروع متكامل له بعد اقتصادي واجتماعي وبيئي. ومع التوجه العالمي نحو تنمية المجتمعات الريفية وتعزيز الأمن الغذائي، تبرز الأغنام كحل عملي وفعّال يجب الاستثمار فيه بجدية أكبر، خاصة في الدول التي تمتلك المقومات الطبيعية والبشرية لذلك.