الأرض
موقع الأرض

كيف يستفيد الفلاحون من زراعة فول الصويا بذكاء؟

اسلام موسى -

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن فول الصويا يُعد من المحاصيل الاستراتيجية ذات القيمة الاقتصادية العالية، لافتًا إلى أنه يجمع بين سهولة الزراعة، انخفاض التكاليف، وارتفاع العائد الإنتاجي، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين، لا سيما في المرحلة الحالية التي تشهد تقلبات كبيرة في أسعار مدخلات الإنتاج.

الطلب العالمي يتصاعد وأسعاره تشجع على التوسع

أوضح "فهيم" أن الطلب العالمي على فول الصويا يشهد تزايدًا مستمرًا، وهو ما انعكس على ارتفاع أسعاره بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، مما يمثل فرصة ذهبية للمزارعين المصريين لتعظيم العائد من زراعته، خاصة مع دعم الدولة لتوسيع الرقعة الزراعية للمحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية.

وأضاف أن فول الصويا يتميز بفترة نمو قصيرة نسبيًا تتراوح بين 115 إلى 120 يومًا، الأمر الذي يتيح زراعته بين العروات الزراعية أو تحميله على محاصيل أخرى، مثل الذرة الشامية وقصب السكر، بل وحتى بين أشجار الفاكهة، وهو ما يسهم في رفع كفاءة استغلال الأرض الزراعية وتحقيق دخل إضافي للمزارعين.

أفضل مواعيد الزراعة وأهم الأصناف الإنتاجية

وحول توقيت الزراعة الأمثل، أوضح "فهيم" أن موسم زراعة فول الصويا يمتد من إبريل حتى أغسطس، إلا أن الفترة من منتصف إبريل وحتى منتصف يونيو تُعد الأفضل من حيث الإنتاجية والجودة.

وأشار إلى أهمية اختيار الصنف المناسب وفقًا للظروف المناخية ونوع الأرض، مشددًا على أن الصنف يمثل أحد مفاتيح نجاح الزراعة. ومن بين الأصناف المتاحة حاليًا:

جيزة 82: صنف مبكر النضج (95 – 100 يوم)، بإنتاجية تصل إلى 1.4 طن للفدان.

جيزة 111: صنف متوسط النضج (110 – 115 يومًا)، مقاوم للديدان، بإنتاجية تصل إلى 1.7 طن للفدان.

جيزة 22: متوسط النضج (115 يومًا)، مقاوم للديدان، بإنتاجية تصل إلى 1.7 طن للفدان.

برنامج تسميد متوازن لتحقيق أعلى إنتاجية

ونبّه "فهيم" إلى أهمية إدارة التسميد بشكل متوازن ومدروس لضمان الحصول على إنتاجية مرتفعة دون هدر للموارد، موضحًا أن التوصيات الفنية تشمل:

4 شكاير سوبر فوسفات للفدان في الأراضي القديمة، و5 شكاير في الأراضي الجديدة.

شيكارة سلفات نشادر عند الزراعة أو مع "رية المحاياة" في الأراضي القديمة، و2 شيكارة في الأراضي الجديدة.

إجمالي 4 شكاير سماد آزوتي خلال الموسم الزراعي.

كما شدد على ضرورة تجنب الإفراط في استخدام الأسمدة الآزوتية، خاصة عند زراعة فول الصويا عقب محاصيل بقولية أو خضرية مثل البطاطس والطماطم، لتفادي النمو الخضري الزائد على حساب الثمار.

محصول اقتصادي بدعم حكومي متكامل

وأشار رئيس مركز معلومات تغير المناخ إلى أن فول الصويا يمثل فرصة استثمارية قوية للمزارعين، نظرًا لارتفاع الطلب المحلي والعالمي عليه، موضحًا أن وزارة الزراعة توفر الدعم اللازم للتوسع في زراعته، من خلال توفير التقاوي المعتمدة، والدعم الإرشادي الفني، والتدريب الميداني.

واختتم "فهيم" بالتأكيد على أن زراعة فول الصويا ليست مجرد توجه اقتصادي، بل خطوة عملية نحو تعزيز الأمن الغذائي وتطوير النموذج الزراعي المصري ليكون أكثر مرونة وربحية واستدامة في آنٍ واحد.