رئيس قطاع الإنتاج: مزارع شرق العوينات تصنع المعجزة الخضراء

أكد الدكتور فتح الله حسن، رئيس قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن القطاع يُمثل الذراع التنفيذية والإنتاجية الرئيسية للوزارة، مشيرًا إلى امتلاك القطاع شبكة واسعة من المزارع المنتشرة في 18 محافظة على مستوى الجمهورية. وتشمل هذه المزارع مختلف التخصصات الزراعية، من المحاصيل الحقلية والبستانية إلى الإنتاج الحيواني وتصنيع الأعلاف، مما يجعلها ركيزة أساسية في دعم الأمن الغذائي الوطني.
مزارع حديثة تمتد شرقًا.. وأمن غذائي مستدام
وأوضح الدكتور حسن أن القطاع يمتلك مساحات شاسعة في المناطق التنموية الجديدة، مثل شرق العوينات، تُدار وفق أحدث النظم الزراعية والميكنة المتطورة، مما يُعزز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوسيع الرقعة الزراعية في ظل التغيرات المناخية والضغوط الاقتصادية العالمية.
تقاوي محسّنة بأسعار عادلة.. ودعم مباشر للمزارعين
خلال السنوات الثلاث الماضية، دخل قطاع الإنتاج رسميًا في مجال إنتاج التقاوي، بالشراكة مع الإدارة المركزية للتقاوي والمعاهد البحثية التابعة للوزارة. ويتم توزيع هذه التقاوي المحسّنة عبر مزارع ومنافذ الوزارة المنتشرة في المحافظات، بأسعار تنافسية تُراعي ظروف المزارعين، خاصة صغار الفلاحين. كما يُتيح القطاع تأجير المعدات والآلات الزراعية برسوم رمزية بناءً على طلب المزارع، في خطوة عملية لتيسير الزراعة وتخفيض التكلفة.
لحوم وألبان وعسل وأضاحي.. بأسعار أقل من السوق
وأشار الدكتور فتح الله حسن إلى أن القطاع يمتلك منظومة متكاملة للإنتاج الحيواني، تشمل مزارع متخصصة لإنتاج اللحوم والألبان وبيع الأضاحي طوال العام، بالإضافة إلى مناحل لإنتاج العسل الطبيعي بأنواعه المختلفة. وتُطرح هذه المنتجات في منافذ بيع مباشرة تابعة للقطاع، منها ما يقع في قلب القاهرة بالدقي، ومنها ما هو موزع على مختلف المحافظات، وتُباع بأسعار مدروسة تقل عن مثيلاتها في السوق، لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
70% من الأراضي لمحاصيل استراتيجية
في إطار دعم الأمن الغذائي، أوضح رئيس قطاع الإنتاج أن نحو 70% من الأراضي التابعة للقطاع مخصصة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح، والأرز، والذرة، والقطن، وبنجر السكر، وقصب السكر. وتُنتج هذه المحاصيل بكميات كبيرة يتم توريدها إلى شون البنك الزراعي المصري، في دعم مباشر للمخزون الاستراتيجي للدولة وتقليص الفجوة الغذائية.
الابتكار الزراعي: من البحث إلى التطبيق
وبيّن الدكتور حسن أن القطاع لا يكتفي بالزراعة التقليدية، بل يُعد من أوائل الجهات التي تُطبّق التقنيات الحديثة الصادرة عن المعاهد البحثية، حيث تُجرّب الأصناف الزراعية الجديدة أولًا في مزارع القطاع، قبل تعميمها على الأراضي الزراعية الأخرى. ويشمل ذلك أنظمة الري الحديثة، الميكنة المتقدمة، والتلقيح الصناعي، إلى جانب برامج متقدمة لتحسين سلالات الإنتاج الحيواني.
دعم مستدام للمستلزمات الزراعية رغم التحديات العالمية
في ظل تقلبات السوق وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، أكد الدكتور حسن أن القطاع يُوفر الأعلاف من خلال مصانع تابعة له، ويسعى باستمرار لتوفير التقاوي الجيدة بأسعار مناسبة، بما يُخفف الضغط على المزارعين، ويُعزز الاعتماد على الإنتاج المحلي.
مواجهة التغيرات المناخية ببرامج علمية دقيقة
وأشار إلى أن القطاع يتعامل بجدية مع التغيرات المناخية التي أثّرت على جودة وإنتاجية بعض المحاصيل، فضلًا عن زيادة الآفات والأمراض. ويعمل القطاع بالتنسيق مع المعاهد البحثية على تنفيذ برامج مقاومة فعّالة، تحمي المحاصيل وتقلل نسب الفقد، مع التركيز على استخدام نظم ري ذكية في مزارع كبرى مثل مزرعة شرق العوينات.
مشروعات متنوعة.. من الزراعة إلى الاستزراع السمكي
وفي إطار تنويع مصادر الغذاء، كشف الدكتور حسن أن القطاع يمتلك مشروعات استزراع سمكي تسهم في توفير البروتين بأسعار مناسبة، إلى جانب استمراره في التوسع في مزارع الإنتاج النباتي والحيواني، وفق منظومة متكاملة تراعي التنوع البيئي والغذائي.
قنوات مفتوحة للتواصل مع المزارعين
واختتم الدكتور فتح الله حسن تصريحاته بالتأكيد على أن أبواب القطاع مفتوحة دائمًا أمام المزارعين لتقديم الاستشارات والدعم الفني والإرشاد الزراعي، عبر وسائل التواصل المختلفة، بما فيها الهاتف المباشر ووسائل التواصل الاجتماعي، مشددًا على أن "قطاع الإنتاج ليس كيانًا منفصلًا، بل جزء من منظومة وطنية هدفها الأول خدمة المواطن ودعم الفلاح وتحقيق أمن غذائي حقيقي لمصر".