تحول جديد في سوق البرتقال المصري يربك أوروبا ويرفع أسعار التصدير

شهدت سوق البرتقال المصري خلال الموسم الحالي تحولا جذريا، بعدما أدى ازدهار مصانع تركيز العصائر إلى تقليص كميات البرتقال الطازج المتاحة للتصدير، ما تسبب باضطرابات واضحة في السوق الأوروبية ورفع الأسعار بشكل غير مسبوق. في المقابل، استفاد المزارعون المصريون من هذه المستجدات، بعدما أصبحت المصانع مصدرا رئيسيا للطلب، خاصة على الأصناف الأقل جودة.
وأوضح أمجد نسيم، مدير التصدير في مزارع الترياك، أن صغار المزارعين الذين اعتادوا بيع محاصيلهم في السوق المحلية باتوا يفضلون البيع المباشر للمصانع، مستفيدين من ارتفاع الأسعار الناتج عن تراجع المعروض وزيادة الطلب. وأكد أن أسعار البرتقال المحلي تضاعفت خلال أيام، مما أدى إلى ارتفاعات ملحوظة في أسواق الجملة.
وأشار نسيم إلى أن مصانع المُركزات تنافس المصدرين على البرتقال من الدرجة الثانية والثالثة، ما أضعف الكميات المخصصة للأسواق الخارجية، خاصة أوروبا، التي تعتمد على توريد أصناف متوسطة الجودة بأسعار تنافسية. وأضاف أن هذه المنافسة أدت إلى تقليص حجم الصادرات ورفع الأسعار في الأسواق الأوروبية بشكل لافت.
ورغم الضرر الذي أصاب الأسواق الخارجية، اعتبر نسيم أن المزارعين خرجوا مستفيدين من الوضع، إذ وجدوا منفذا دائما لتصريف منتجاتهم التي كانت في السابق تجد صعوبة في التصدير، خصوصا مع تقلبات الأسعار والمخاطر المرتبطة بالتعاملات الخارجية. كما أشار إلى أن مصانع التركيز تقدم عروض أسعار أعلى مقارنة ببعض الشركات المُصدرة، مما شجّع المزارعين على تفضيل البيع محليا.
وبينما تأثرت السوق الأوروبية بشكل كبير من هذا النقص في الإمدادات، ظلت أسواق الخليج أكثر استقرارا، رغم تحدياتها المعروفة مثل البيع بالعمولة وضغوط الأسعار. وأوضح نسيم أن هذه الأسواق تستوعب كميات لا تفي أحيانا بالمعايير الأوروبية، خاصة تلك التي تواجه مشكلات متبقيات المبيدات، مما يجعلها ملاذا للمحاصيل المستبعدة من التصدير إلى أوروبا.
وأكد أن صادرات البرتقال إلى الخليج مستمرة رغم الخسائر المتكررة لبعض المصدرين، نظرا لمرونة السوق وقلة القيود مقارنة بالاتحاد الأوروبي. ودعا نسيم في ختام حديثه المشترين الأوروبيين المتأثرين إلى الحوار والبحث عن حلول في المعارض التجارية الدولية المرتقبة، وعلى رأسها معرض آسيا فروت لوجيستيكا في هونغ كونغ ومعرض فروت أتراكشن في مدريد.