الأرض
موقع الأرض

استبعاد زيت النخيل من حصص الوقود الحيوي يقلص واردات الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%

محمود راشد -

شهدت واردات الاتحاد الأوروبي من زيت النخيل تراجعا حادا في السنة التسويقية 2024/2025، لتبلغ نحو 2.8 مليون طن، بانخفاض نسبته 20% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لما أعلنه الاتحاد الألماني لترويج البذور الزيتية والحبوب (UFOP). ويعود هذا التراجع بالأساس إلى تقليص مشتريات إسبانيا وإيطاليا، في ظل توجه أوروبي متصاعد لاستبعاد زيت النخيل من مزيج الوقود الحيوي.
تصدرت هولندا قائمة الدول المستوردة رغم تسجيل انخفاض طفيف في حجم وارداتها بنسبة 2%، لتبلغ 959 ألف طن. وتُعد موانئ روتردام وأمستردام مراكز عبور رئيسية للزيت نحو بقية دول الاتحاد، إضافة إلى دور هولندا كمركز صناعي مهم لإنتاج الوقود الحيوي من مواد مثل زيت الزيتون المهدرج (HVO).
أما إيطاليا، ثاني أكبر مستورد، فقد سجلت وارداتها تراجعا بنسبة 28%، لتستقر عند 835 ألف طن. بينما كانت إسبانيا الأكثر تأثرا، حيث انخفضت وارداتها بنسبة 40% إلى 289 ألف طن. وشهدت ألمانيا انخفاضا بنسبة 12% لتبلغ 227 ألف طن، كما تراجعت واردات بلجيكا والسويد بنسبة 11% و30% على التوالي. في المقابل، زادت واردات كل من اليونان والدنمارك وأيرلندا.
ويرى UFOP أن هذا الانخفاض يرجع بشكل رئيسي إلى استبعاد زيت النخيل من حصص الوقود الحيوي في الاتحاد الأوروبي، ضمن سياسات بيئية متشددة مدعومة من دول كألمانيا وفرنسا وهولندا. ويأتي هذا في إطار توسيع تطبيق توجيهات البرنامج الأوروبي RED III، الذي يسعى إلى استبعاد المواد التي ترتبط بإزالة الغابات، مثل زيت النخيل، حتى وإن كانت مشتقة من مخلفات الإنتاج كـ POME.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى رفع نسبة الوقود الحيوي المستخلص من المحاصيل الزراعية إلى 5.9%، بهدف تحقيق استقرار في سوق المواد الخام الضرورية لإنتاج الإيثانول الحيوي والميثان الحيوي، وتعويض النقص الناتج عن استبعاد زيت النخيل.
من جهتها، كانت وزارة الزراعة الأمريكية قد خفضت توقعاتها لاستخدام فول الصويا في الوقود الحيوي لموسم 2024/2025، لكنها رفعت التقديرات بنسبة 6% للسنة التالية، مما يعكس توازنا في التحول نحو مصادر بديلة ومستدامة لإنتاج الوقود.