الأرض
موقع الأرض

مشروع ألماني يدعم الزراعة التعاقدية في المنيا

اسلام موسى -

تشهد محافظة المنيا تحولاً نوعياً في قطاع الزراعة، مدفوعة بخطط تطوير ممنهجة ورؤية استراتيجية واضحة، ساهمت في إحداث طفرة غير مسبوقة في إنتاجية المحاصيل الصيفية، وعلى رأسها فول الصويا والذرة الشامية والمانجو. هذه القفزة الزراعية لم ترفع فقط من عوائد الفدان، بل كانت بمثابة دفعة قوية لتحسين الوضع الاقتصادي لآلاف المزارعين بالمحافظة.

إنتاج مزدوج ومردود اقتصادي مرتفع

أكد المهندس محمد عبد الرحمن محمود، وكيل وزارة الزراعة بـ المنيا ، أن المديرية تُجري جولات ميدانية مكثفة على الحقول، لمتابعة تجارب تحميل المحصول بين فول الصويا والمانجو، وهي تقنية تهدف إلى تعظيم الاستفادة من وحدة المساحة والموارد، لا سيما المياه والأسمدة.

وأضاف أن هذه التجارب تحقق عائداً مضاعفاً للمزارعين، حيث يتم زراعة أكثر من محصول في نفس المساحة ونفس الموسم، ما يؤدي إلى تخفيض تكاليف الزراعة وزيادة الربحية، دون المساس بجودة المحصول.

مكافحة الآفات وضمان جودة الإنتاج

وأوضح "عبد الرحمن" أن الجولات الميدانية تشمل أيضاً فحص دقيق لمدى الإصابة بآفات مثل دودة الحشد والثاقبات، والتأكد من توافر المبيدات الموصى بها، واستخدامها بالكميات المناسبة وفقاً للتوصيات الفنية.

وأشار إلى أن المنيا تستحوذ على النصيب الأكبر من المساحات المزروعة بفول الصويا على مستوى الجمهورية، ما يعزز من أهمية هذه المحاصيل الاستراتيجية في تعزيز الأمن الغذائي والزراعي في مصر.

نحو اكتفاء ذاتي من الزيوت

وتابع وكيل الوزارة أن دعم زراعة المحاصيل الزيتية، وعلى رأسها فول الصويا، يأتي في إطار خطة وطنية شاملة لتقليل الاعتماد على استيراد زيوت الطعام، وتقليص الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، وهو ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد القومي.

شراكة دولية وتنمية مستدامة

وفي سياق متصل، أشار "عبد الرحمن" إلى دور مشروع الابتكار الزراعي التابع لهيئة التعاون الألماني (GIZ)، والذي يستهدف تمكين صغار المزارعين من خلال تنمية مهاراتهم في الزراعة التعاقدية، وتدعيم سلاسل القيمة الزراعية، وفتح آفاق جديدة لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً.

وأكد أن المشروع يسهم أيضاً في توحيد الحيازات الزراعية دون الإضرار بحقوق الملكية، ما يعزز من فرص التعاون بين المزارعين ويخفض من تكاليف الإنتاج، ويعود بالفائدة المشتركة على كل من المنتج والمستهلك، مع تحقيق تحسين ملموس في المستوى المعيشي بالريف وزيادة الدخل الزراعي.

الزراعة تقود التنمية

وأكد على أن الوزارة تسير بخطى ثابتة نحو استثمار كافة المشروعات التنموية في المجال الزراعي لتوفير بيئة إنتاجية متكاملة، تضمن استدامة الموارد الطبيعية، ورفع كفاءة المحاصيل، وتحقيق أعلى درجات الاكتفاء الذاتي، في خطوة تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للأمن الغذائي.