تحسين السلالات المصرية يفتح أبواب الاكتفاء الغذائي

يؤدي معهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمركز البحوث الزراعية دورًا محوريًا في دعم وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة في مصر، باعتباره أحد الأعمدة العلمية الأساسية في تحقيق الأمن الغذائي الحيواني وتعزيز إنتاج البروتين الحيواني محليًا.
تحسين السلالات وتحقيق الاكتفاء
أكد الدكتور أحمد عبد الخالق، وكيل المعهد، أن المعهد يعمل وفق استراتيجية علمية متكاملة تهدف إلى تحسين السلالات الحيوانية والداجنة بما ينعكس إيجابيًا على إنتاج اللحوم والألبان والبيض. وأضاف أن توفير الأعلاف المتزنه و الاقتصادية وتوفير بيئة رعائية معيشية صحية مناسبه للسلالات، تمثل الركائز الأساسية في منظومة العمل البحثي والتطبيقي داخل المعهد.
وأوضح أن المعهد يسعى إلى استنباط سلالات محلية محسنة وراثيًا ذات كفاءة إنتاجية عالية، سواء في قطاع الأبقار أو الجاموس أو الدواجن، وذلك بتكلفة اقتصادية منخفضة، ما يعزز قدرة الدولة على تقليص الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج.
شبكة بحثية ضخمة تمتد في أنحاء الجمهورية
يمتلك المعهد بنية تحتية بحثية واسعة تضم 14 قسم بحثى يجرون ابحاثهم فى 13 محطة بحثية رئيسية بالاضافه إلى المركز الدولي للتدريب على رعايه الحيوان و اخر على انتاج الالبان بسخا ومركز أبحاث ودراسات الإبل بمطروح، وتخدم هذه المحطات قطاعات كبيرة من المربين في مختلف المحافظات.
وقد خصص المعهد عدة محطات لتربية وتحسين أنواع مختلفة من الثروة الحيوانية:
الجاموس المصري: في محطات محلة موسى (كفر الشيخ)، السرو (دمياط)، والجميزة (الغربية).
الأبقار: في محطات سخا، القرضا (كفر الشيخ)، السرو (دمياط)، وسدس (بني سويف).
الأغنام والماعز: في محطات سخا، القرضا، السرو، برج العرب، سدس، وملوي.
الدواجن: في محطات سخا، السرو، الفيوم، الجميزة، برج العرب، ملوي، أنشاص (الشرقية)، والصبحية (الإسكندرية).
الطيور الرومية: محطة محلة موسى.
الطيور المائية (البط والأوز): محطة السرو.
الأرانب: في سبع محطات منتشرة في محافظات مختلفة.
تعاون مع القطاع الخاص ونتائج ملموسة
أشار الدكتور عبد الخالق إلى أن المعهد بدأ مؤخرًا في توسيع آفاق التعاون مع القطاع الخاص، خصوصًا في مجالات الأبقار والجاموس والدواجن، وقد أثمر ذلك عن تحسن ملحوظ في إنتاجية الألبان والحالة الصحية والتناسلية للقطعان. ويخطط المعهد إلى تعميم هذه التجربة الناجحة على باقي الانواع الحيوانية، للوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى لمحطاته.
مواجهة التغيرات المناخية بالتأقلم
ولفت إلى أن التغيرات المناخية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تؤثر مباشرة على إنتاج اللحوم والألبان والدواجن. وأوضح أن السلالات المستوردة أقل قدرة على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية، بعكس السلالات المحلية التي تمتاز بقدرة عالية على تحمل الحرارة والأمراض، رغم انخفاض إنتاجيتها نسبيًا.
وفي هذا الإطار، وجّه المعهد نصائح مهمة لصغار المربين، داعيًا إلى استخدام مواد عازلة للحرارة في الحظائر مثل الخشب أو قش الأرز بدلًا من الخرسانة، كما حذر من تربية الأبقار الأجنبية النقية في ظل الظروف المناخية الحالية لدى المربين اصحاب الامكانيات الفنية و المالية المحدودة
دور إرشادي وتوعوي متواصل
يعزز المعهد من جهوده الإرشادية والتوعوية من خلال الندوات، والزيارات الميدانية، والمقالات العلمية المتخصصة، بهدف نقل أحدث الممارسات والأساليب إلى المربين والمزارعين.، إضافة إلى نشر مقالات هادفة مثل:
"ملح الطعام مصدر للصوديوم في أعلاف الدواجن"
"أهم العمليات المزرعية التي تُجرى على الأبقار في شهر مارس"
"توصيات لمربي الدواجن خلال شهور السنه"
"البرنامج الإرشادي لمزارع الأرانب"
الاستفادة من الموارد المحلية فى مجال الاتتاج الحيوانى
وفي خطوة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية، نظم المعهد يومًا حقليًا لحفظ 60 طنًا من قشر البرتقال بمحطة بحوث سدس في بني سويف، لاستخدامه كبديل علفي في تغذية الحيوانات.
كما أطلق المعهد فيديو توعوي عن فوائد اللبن الرائب أثناء فترة الصيام، ضمن حملة لرفع الوعي التغذوي لدى المستهلكين وتعزيز مفهوم التغذية الصحية من المنتجات الحيوانية المحلية.
رؤية مستدامة وأمن غذائي وطني
يواصل معهد بحوث الإنتاج الحيواني أداءه الحيوي، تحت إشراف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، من خلال تطوير أدواته البحثية والإرشادية، وتوسيع قاعدة المستفيدين من خدماته. ويؤكد المعهد التزامه الكامل بتحقيق التنمية المستدامة لقطاع الثروة الحيوانية، وضمان الأمن الغذائي المصري في ظل تحديات النمو السكاني وتغير المناخ.