مصر تراهن على التخزين للحفاظ على زخم صادرات البطاطس

مع اقتراب موسم حصاد البطاطس في مصر من نهايته، يتحول التركيز نحو مرحلة حاسمة في استراتيجية التصدير وهي التخزين. إذ تسعى مصر إلى الحفاظ على وتيرة صادراتها المتزايدة حتى نهاية العام، مستفيدةً من زيادة الإنتاج خلال موسم 2025، بحسب ياسين عبد الحي، مستشار التصدير في شركة عرفة للتصدير والتنمية.
بلغت صادرات البطاطس المصرية أكثر من مليون طن حتى مايو، بزيادة نسبتها 25% مقارنةً بالعام الماضي. وتبقى روسيا السوق الأكبر، بينما تسجل أسواق المملكة المتحدة والشرق الأقصى نموا مطردا. وأفاد عبد الحي بأن شركة عرفة صدرت حتى الآن ما يزيد عن 40 ألف طن، وتستعد لاستمرار الشحنات حتى ديسمبر.
لكن الحفاظ على جودة البطاطس حتى نهاية العام يتطلب تخزينًا دقيقا ومتقنا. فبعد انتهاء الحصاد في أواخر يونيو، تبدأ مرحلة المعالجة التي تُجرى عند درجة حرارة 20 مئوية لمدة خمسة أيام، لشفاء الجروح الطفيفة وضمان فرز المحصول عالي الجودة قبل إدخاله إلى غرف التخزين.
وتُخزن بطاطس المائدة عند حرارة تتراوح بين 3 و5 درجات مئوية، بينما تُحفظ بطاطس المعالجة في درجة حرارة بين 8 و11 درجة. وتُراعى مستويات الرطوبة، التي يجب أن تبقى بين 80 و90%، مع تهوية دقيقة لمنع التلف. ويُستخدم التعتيم المستمر للحيلولة دون ظهور اللون الأخضر، إلى جانب المواد المضادة للإنبات طبقًا للضوابط التنظيمية. أما البطاطس المعرضة لتحلية بسبب درجات التبريد المنخفضة فتخضع لإعادة تأهيل قبل التصدير.
وفي مرحلة الشحن، تُطبّق نفس الدقة: حيث تُنقل البطاطس في حاويات مبردة ضمن درجات حرارة مناسبة لكل نوع، مع رطوبة تصل إلى 90%، ومعدل تهوية يبلغ 30 مترا مكعبا في الساعة.
وأكد عبد الحي التزام شركته الصارم بهذه المعايير الدولية لضمان الحفاظ على الجودة والنضارة في كل مراحل سلسلة التوريد، خاصة في الشحنات الطويلة الموجهة إلى الأسواق البعيدة. ويراهن القطاع المصري على التخزين الذكي كوسيلة لضمان استمرارية التصدير وتوسيع الحصة السوقية عالميا.