اختلافات حادة في أسعار التوت الأزرق بين أوكرانيا وبولندا وجورجيا وأوزبكستان

مع انطلاق موسم التوت الأزرق في أوروبا الشرقية والقوقاز وآسيا الوسطى، ظهرت فوارق واضحة في الأسعار واتجاهات السوق، في ظل تأثير قوي للأحوال الجوية على جودة المحاصيل وتوقيت الحصاد.
في بولندا، التي تُعد من أكبر مصدّري التوت الأزرق في أوروبا، بدأ الموسم لتوه، وتُعرض الدفعات الأولى بأسعار متفاوتة تتراوح بين 7 و11 يورو للكيلوجرام في أسواق مثل وارسو، لودز وبوزنان، وسط تواجد موازٍ للمنتج المحلي والمستورد.
أما أوكرانيا، فقد تأخر موسمها نسبيًا بسبب الطقس البارد والممطر، حيث بدأ الحصاد في 25 يونيو. وتراجعت الأسعار سريعًا مع تزايد المعروض، لتسجل نحو 6-7 يورو للكيلوغرام للكميات الصغيرة، وتنخفض بنحو 10-15% للكميات الأكبر. ومع أن الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بدأت بالفعل، خصوصًا إلى ألمانيا وهولندا، إلا أن الأمطار المستمرة تؤثر على جودة الحصاد وقدرة الشحن.
وفي جورجيا، التي سبقت أوكرانيا في بدء الموسم بنحو ثلاثة إلى أربعة أسابيع، يعاني المزارعون من أمطار مستمرة تعيق الحصاد وتقلل من فرص التصدير. ورغم أن سعر التوت الأزرق الجورجي يتراوح بين 3.6 و4.5 يورو للكيلوجرام، إلا أن القلق من تلف الثمار أثناء النقل أدى إلى شبه توقف للصادرات إلى أوروبا، وسط محاولات مستمرة لحماية المحصول من العوامل الجوية المتكررة.
في أوزبكستان، لا يزال التوت الأزرق سلعة نادرة ومرتفعة السعر. ويُباع المنتج المحلي بأسعار متباينة، إذ يصل إلى 25.33 يورو للكيلوجرام في المتاجر الكبرى، بينما يُعرض مباشرة من المزارعين بأسعار أقل تصل إلى 12 يورو للكيلوجرام، غالبًا عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك.
ومع اقتراب ذروة موسم التوت في بولندا، يُتوقع أن تُواجه جورجيا صعوبة في الاستمرار كمنافس أوروبي، مما قد يدفعها إلى التركيز على السوق الروسية لتصريف ما تبقى من المحصول. في المقابل، تُظهر أوكرانيا ديناميكية أكبر في الصادرات، وإن كانت الظروف الجوية تشكل تحديًا مستمرًا.