الفلفل الحلو عالميا.. أسعار تحت الضغط وتباين في الإنتاج والأسواق

تُظهر السوق العالمية للفلفل الحلو هذا الموسم مشهدًا معقدًا من الفوائض، وتقلبات الأسعار، وضغوط مناخية، مع تباين واضح في الأداء حسب المنطقة.
في أوروبا، تواجه إيطاليا ضغوطًا حادة على الأسعار بسبب ضعف الطلب وتزاحم الإنتاج المحلي والمستورد، خصوصًا من هولندا. وقد هبطت الأسعار إلى ما دون مستويات التعادل، في حين يراهن مزارعو كارماجنولا على موسم واعد بفضل ظروف النمو الجيدة وغياب الأمراض. أما إسبانيا، وتحديدًا في مورسيا، فتواجه فائضًا حادًا في المعروض بسبب تأخر الحصاد، بالتوازي مع تراجع الأسعار إلى مستويات قياسية، وسط منافسة هولندية قوية.
أما في هولندا وبلجيكا، فرغم بداية الموسم المبكرة والطقس المشمس، لم تتجاوز الأسعار مستوياتها الضعيفة، وسُجل أداء متدنٍ للفلفل الأصفر. ولا تزال المشاكل الزراعية مثل خسائر النباتات والآفات، إلى جانب التحول للزراعة العضوية، تؤثر على الاستقرار.
في ألمانيا، تسود حالة من الاستقرار النسبي بفضل التدفقات المنتظمة من هولندا وبلجيكا، فيما تبقى الأسعار المحلية مرتفعة نسبيًا بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج. ويُتوقع استمرار تفوق الفلفل الأحمر على الأصناف الأخرى في الزراعة المحلية، بينما يتراجع حضور الفلفل الأخضر.
في فرنسا، استفاد الطلب على الفلفل من ارتفاع درجات الحرارة الصيفية، رغم أن انطلاقة الموسم تأخرت بسبب المنافسة السعرية مع المنتجات المستوردة.
أمريكا الشمالية تشهد بدورها ارتفاعًا في الأسعار نتيجة ضعف الإنتاج، خاصة في جورجيا المتأثرة بموجة حر. وتواجه كاليفورنيا تحديات لوجستية مرتبطة بنقص العمال، في وقت تتهيأ فيه ولايات أخرى مثل نيويورك وكندا للدخول في ذروة الإنتاج. وفي ظل تذبذب الطلب بسبب المخاوف الاقتصادية، تبقى الأسعار مرتفعة بسبب محدودية العرض.
جنوب إفريقيا سجلت واحدة من أقوى الارتفاعات السعرية عالميًا، بزيادة بلغت 66% مقارنة بالعام الماضي، خاصة مع النقص الحاد في كيب تاون، الذي أدى إلى فجوة سعرية كبيرة مقارنة بجوهانسبرغ. وتُعزى هذه الأزمة إلى انسحاب مزارعين رئيسيين من الإنتاج هذا الموسم.
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اختتمت مصر موسمها بنجاح مدعومًا بطلب قوي وتحسينات لوجستية رفعت القدرة التصديرية، خاصة إلى الخليج وأوروبا. أما المغرب، فعلى الرغم من توسع المساحات المزروعة، واجه انخفاضًا في الغلة بسبب ظروف الطقس، مع بقاء الطلب الأوروبي قويًا، لا سيما من ألمانيا والمملكة المتحدة.
في المجمل، يُتوقع أن تستمر حالة التذبذب في أسواق الفلفل الحلو عالميًا، وسط تأثير واضح للعوامل المناخية، والفوائض الإقليمية، والتنافس في الأسعار، إلى جانب اضطرابات في سلاسل التوريد والتوزيع، مما يجعل النصف الثاني من العام مرهونًا بالتوازن بين العرض والطلب.