الأرض
موقع الأرض

الجفاف يهدد الأمن الغذائي في الصين.. ويسجل أدنى محصول قمح منذ 7 سنوات

محصول القمح فى الصين
محمود راشد -

تشهد الصين أزمة زراعية غير مسبوقة مع استمرار موجة الجفاف الشديدة التي تضرب مناطقها الزراعية الرئيسية، مهددةً بإلحاق أضرار جسيمة بإنتاج القمح لهذا العام.

ووفقًا لتقارير محلية، يُتوقع أن ينخفض المحصول بنسبة 5% مع نهاية 2025، في أسوأ أداء منذ عام 2018، ما يُنذر بأزمة في الإمدادات المحلية وزيادة محتملة في الواردات.
في شمال غرب البلاد، تحديدًا في مقاطعة شنشي، تحولت الحقول الزراعية إلى أراضٍ متشققة بعد أشهر طويلة من انقطاع الأمطار. المزارعون، الذين اعتادوا جني القمح في يونيو، يقفون هذا العام أمام سنابل شبه جافة لا تحتوي سوى على نسبة ضئيلة من الحبوب، وسط درجات حرارة مرتفعة وغياب شبه كامل للهطول المطري منذ ديسمبر الماضي.

ويُقدَّر أن المزارعين في هذه المقاطعة تمكنوا من حصاد 20% فقط من محصولهم المتوقع.
تشو يابينج، وهو مزارع محلي، قال إن هذا العام يُعدّ الأسوأ منذ عقدين، مؤكدًا أن سنابل القمح التي كانت تنتج خمس حبات أصبحت بالكاد تُنتج اثنتين. وأضاف أن الأرض الجافة المتشققة لم تشهد مثل هذا الجفاف منذ سنوات طويلة.
الوضع لا يختلف كثيرًا في الجنوب، حيث تشهد مقاطعة قوانجشي درجات حرارة تجاوزت الأربعين مئوية لأكثر من شهر، في أعلى معدل حرارة منذ 65 عامًا، ما تسبب في تلف المحاصيل الزراعية على مساحة تجاوزت 50 ألف هكتار، بحسب وسائل إعلام محلية.
في ظل هذه الظروف، يعاني المزارعون من شح في المياه، لا يكفي حتى للاستخدام المنزلي أو سقي الماشية، ناهيك عن الري. هو جيانج، أحد المزارعين، أوضح أن الإمداد بالمياه يقتصر على مرة واحدة يوميًا في الصباح، ما يجعل إنقاذ المحاصيل شبه مستحيل.
الجفاف لم يقتصر أثره على القمح، بل طال محاصيل أساسية أخرى في سلة الغذاء الصينية، من بينها الأرز والبطاطس والذرة والقطن، مما يزيد من حدة الأزمة. ومع تعمق آثار التغير المناخي وتراجع قدرة الخزانات المائية، بات الأمن الغذائي في الصين مهددًا بشكل مباشر، وسط ترقّب عالمي لأي تحركات صينية لتعويض النقص عبر الاستيراد، ما قد يؤثر بدوره على أسواق الحبوب العالمية.