الأرض
موقع الأرض

تراجع قياسي في معالجة بذور اللفت بالاتحاد الأوروبي وتحول نحو فول الصويا

 معالجة بذور اللفت بالاتحاد الأوروبي
محمود راشد -

شهدت صناعة الزيوت النباتية في الاتحاد الأوروبي تحولا ملحوظا في النصف الأول من عام 2025، مع تراجع حاد في معالجة بذور اللفت إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، وسط ارتفاع في الطلب على فول الصويا. فقد بلغ حجم معالجة بذور اللفت خلال الفترة من يناير إلى مايو نحو 10.2 مليون طن، بانخفاض قدره 700 ألف طن مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

ويُعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها انخفاض المخزونات داخل دول الاتحاد، وارتفاع أسعار شراء البذور، إلى جانب تراجع الطلب على زيت بذور اللفت من قبل قطاع الوقود الحيوي، وخاصةً مصنّعي الديزل الحيوي. وأسهمت هذه العوامل مجتمعة في تقليص هامش الربحية، ما دفع العديد من المصانع إلى تقليص الإنتاج أو التحول إلى بدائل أكثر جدوى، وفي مقدمتها فول الصويا.
في هذا السياق، ارتفعت معالجة فول الصويا في الاتحاد الأوروبي بنسبة 4% خلال الفترة ذاتها، مستفيدة من الإمدادات الوفيرة من وجبة فول الصويا منخفضة التكلفة القادمة من أمريكا الجنوبية. وقد ساهمت هذه الواردات في تلبية جزء كبير من الطلب المتزايد دون الحاجة إلى توسيع نطاق المعالجة داخل الاتحاد.
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك وجبة فول الصويا في الاتحاد الأوروبي سيصل إلى مستوى غير مسبوق قدره 33.3 مليون طن في الموسم التسويقي 2024/2025، أي بزيادة قدرها 4.1 ملايين طن مقارنة بالموسم السابق. وتزامن هذا الارتفاع مع انخفاض موازٍ في استهلاك وجبة بذور اللفت وعباد الشمس، حيث تراجع استهلاك كل منهما بمقدار مليون طن.
وفي ألمانيا تحديدًا، التي تُعد من أبرز أسواق الأعلاف في أوروبا، ارتفع استخدام وجبة فول الصويا في الأعلاف المركبة بنسبة 14% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، بينما تراجع استخدام وجبة بذور اللفت بنسبة 4%.
تعكس هذه التطورات تحولًا استراتيجيًا في بنية استهلاك البروتينات النباتية في أوروبا، مدفوعًا باعتبارات اقتصادية وسوقية، وقد تُمهد لمزيد من التغيرات في ديناميكيات إنتاج الزيوت النباتية خلال الفترات المقبلة.