بحوث البساتين: تشجير الشوارع بالأشجار الخشبية تعمل علي إتزان غازات الغلاف الجوي

قال الدكتور رمضان محمد
وكيل معهد بحوث البساتين للارشاد والتدريب سابقا، أن الهدف من تشجير الشوارع هو توفير الظل والذي يعد أهم ما نحتاجه لمواجهة إرتفاع درجات الحرارة نتيجة التغييرات المناخية، حيث يخفض التظليل درجة الحرارة إلى أكثر من 10˚ م تحت الشجرة عن المنطقة الغير مظلله، كما أن التظليل يزيد من العمر الإفتراضي للأسفلت ويقلل من تكاليف صيانة الشوارع والطرق، بالإضافة إلى أن الظل يوفر في إستهلاك الطاقة اللازمة لتبريد المباني.
وأوضح الدكتور رمضان خلال تصريح لموقع الأرض أن عدم تظليل الشارع يؤدي إلى زيادة الإصابة بضربات الشمس للمشاه، وكذلك إرتفاع درجة حرارة الأسفلت والتي تتسبب في تأكل إطارات السيارات فيزيد من الحوادث ومن إستهلاك الإطارات فيصبح عبء على البيئة.
كما أن تظليل الشارع بالطريقة الصحيحة يعمل علي خفض التلوث عن طريق إمتصاص العوالق والأتربة وهي مشكلة رئيسية في شوارع المدن خاصة المزدحمة منها، وهي تسبب أمراض الحساسية والجهاز التنفسي للإنسان، والأشجار تعمل على إمتصاصها ووجد من الرصد البيئي أن الشارع الغير مشجر نسبة الغبار به 18 ضعف الشارع المشجر.
ولا يغفل دور الأشجار في خفض غازات الإحتباس الحراري عن طريق إمتصاص وإختزان الكربون والغازات الضارة ومصدر لإنتاج الأكسجين فالأشجار تخزن الكربون في صورة كتلة حيوية هائلة (خشب) لذا فإن الأشجار تعتبر أكبر مخزن للكربون على وجه الأرض دون إطلاقه مره أخرى للطبيعة لفترات تصل إلى مئات السنين، وفى نفس الوقت تطلق كميات كبيرة من الأكسجين، وكذلك تمتص الغازات السامة، وبالتالي تعمل على إتزان غازات الغلاف الجوي، وتحسن البيئة وتحد من تأثير التغييرات المناخية.
ويعمل ايضا علي تحسين الحالة الصحية والنفسية للسكان فإن الأماكن المشجرة تقلل من الأزمات القلبية، كما تساعد في الإسراع من عمليه الشفاء للمرضى، كما أنها تساهم بشكل كبير في الإسترخاء والحد من الألم والإجهاد وتعزز جهاز المناعة، ومقاومة التلوث الضوضائي.
تلوث الهواء بالغازات الضارة
يتميز المناخ المصري بالجفاف، حيث لا تسقط الأمطار إلا فى وقت قصير على شمال الجمهورية وبمعدل لايزيد عن 200 مل فى السنة، بالإضافة إلى إرتفاع درجات الحرارة في أغلب شهور السنة حيث أن الأسفلت والمباني يعكسان الحرارة في الشارع مما يزيدها، وبالتالى إرتفاع نسبة التلوث والغازات الضارة المنبعثة من السيارات وغيرها والمسببة للتلوث، وإرتفاع نسبة الغبار والأتربة المنبعثة من حركة السيارات وغيرها وكذلك المجلبة بالرياح من الصحراء على المدن، وعدم وجود ثقافة خصوصية الملك العام لدى كثير من المواطنين، وبالتالي نادراً ما يحافظ عليه.
وأكد وكيل معهد بحوث البساتين أن الأشجار المثمرة تحتاج إلى تربة جيدة وبمسطح مناسب لنمو الجذور، وعمليات خدمة مثل برامج خاصة للري والتسميد والتقليم ومكافحة الآفات والأمراض، وخطة لجمع الثمار، وهذا ما لا يمكن توفيره وتنفيذه في الشوارع.
وتابع: أما الأشجار الخشبية خلقت لتكوين كتلة خشبية فهي تقوم بإمتصاص كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون لتكوين الخشب، وكذلك إمتصاص العناصر الثقيلة الصادرة من عوادم السيارات والمصانع مثل الرصاص وغيرها وتخزنها في أجزائها الخشبية، وتعمل علي إتزان غازات الغلاف الجوي بإطلاق كميات كبيرة من الأكسجين، بالإضافة إلى أنها تعمل علي تنقية الجو من الأتربة والملوثات الأخري، ورفع العوالق الضارة بالهواء إلي طبقات أعلي بعيداً عن الإنسان، مما يؤدى إلى تحسين البيئة والحالة النفسية والصحية للإنسان
كما أن الأشجار الخشبية تتميز بتنوع واسع من حيث تعدد الأنواع التي تختلف في طبيعة نموها، وجمال أزهارها، وجمال أوراقها، وتأقلمها مع البيئات المختلفة، ومكافحتها للتلوث، ومقاومة الظروف الغير مناسبة، وعلى سبيل المثال تزرع الأشجار ذات التاج الخيمي الغير كثيف في الشوارع المتسعة حتى تسمح بتبادل تيارات الحمل من أسفل الى أعلى لتبريد الجو، لذا خلق الله سبحانه وتعالى التنوع الكبير فى الأشجار للإستفاده منه وتوظيفه بطريقة تحقق الإستفادة المثلي من التشجير.
كما أن الأشجار الخشبية عمرها طويل وعندما يحين قطعها للإحلال والتجديد تعطي عائد كبير من الأخشاب مقارنة بالعائد من الأخشاب للأشجار المثمرة، وهذه الأخشاب تكون مصدر لكثير من الصناعات الخشبية، حيث أن مصر تستورد كل إحتاجاتها من الأخشاب ومنتجاتها من الخارج.
لذا يتضح أن تشجير الشوارع بالأشجار المثمرة لا يصلح، ولا يفي بالغرض سواء للحصول على الثمار أو تقليل التلوث وخلافه، بينما التشجير بإستخدام الأشجار الخشبية يعطي الهدف منه بنجاح.