الأرض
موقع الأرض

مصر تتصدر سوق البرتقال في الأرجنتين وتحقق رقما قياسيا في الصادرات

محمود راشد -

حققت مصر قفزة لافتة في صادرات البرتقال إلى الأرجنتين خلال السنة التسويقية الحالية، بعدما بلغت الكميات المُصدّرة 4.8 ألف طن، بقيمة تتجاوز 3.3 مليون دولار، وهو ما يُمثل ثلاثة أضعاف ما تم تصديره في الموسم السابق، وفقًا لبيانات "غلوبال تريد تراكر" التابعة للمعهد الوطني للإحصاء في الأرجنتين. وتُعد هذه الكميات أعلى مستوى يُسجل على الإطلاق في هذا المسار التجاري.
بدأت مصر تصدير البرتقال إلى الأرجنتين قبل أقل من خمس سنوات، وبكميات لا تتجاوز 250 طنًا في موسم 2020/2021. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت الصادرات إلى أربعة عشر ضعفًا، بمعدل نمو سنوي متوسط يقترب من 94%، ما يعكس التوسع السريع والحضور المتزايد للبرتقال المصري في السوق الأرجنتينية.
تُنتج الأرجنتين أكثر من مليون طن من البرتقال سنويًا، وتُصدّر عادة نحو 35 ألف طن إلى دول مثل باراجواي والبرازيل وإسبانيا. إلا أنها تستورد كميات من البرتقال في غير موسم الإنتاج المحلي، الممتد من يونيو إلى نوفمبر، مما يفتح نافذة مناسبة أمام الصادرات المصرية من يناير إلى مايو، لا سيما خلال مارس وأبريل.
وكانت إسبانيا المورد الرئيسي للبرتقال إلى الأرجنتين، حيث استحوذت على 70-90% من الواردات في المواسم الماضية. إلا أن مصر تفوقت عليها مؤخرًا، إذ تجاوزت حصتها من إجمالي الواردات 75% في الأشهر الأحد عشر الأولى من الموسم الحالي، لتصبح المورد الأول.
هذا النمو مدفوع بعدة عوامل، أبرزها انخفاض قيمة الجنيه المصري، مما عزز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية المصرية. كما أسهمت التحسينات الكبيرة في جودة البرتقال المصري وتطبيق معايير صارمة في الزراعة والرقابة على المبيدات في زيادة القبول الدولي للمنتج.
ومن التطورات المهمة أيضًا اعتماد الأرجنتين مرسومًا جديدًا في يناير 2025، خفّف القيود على الاستيراد، وساعد على تسريع تدفق البرتقال المصري إلى أسواقها.
لكن مع إطلاق مصر مشاريع جديدة لإنتاج عصير البرتقال خلال عامي 2025 و2026، قد يتجه جزء من المحصول نحو المعالجة المحلية، مما قد يُقلّص الفائض المعدّ للتصدير ويرفع الأسعار عالميًا، الأمر الذي قد يدفع دولًا مثل الأرجنتين إلى مراجعة خياراتها الاستيرادية.
رغم ذلك، تؤكد المؤشرات الحالية استمرار هيمنة مصر على سوق البرتقال الأرجنتينية خارج الموسم، ما يعزز العلاقات التجارية بين البلدين ويُكرّس موقع مصر كمُصدّر عالمي رئيسي للموالح.