الأرض
موقع الأرض

وفرة وجودة غير مسبوقة في محصول البطيخ بموسم 2025.. ما الاسباب

 محصول البطيخ
كتب - محمود موسى: -

شهد موسم صيف 2025 وفرة ملحوظة في محصول البطيخ في الأسواق المصرية، صاحبها تحسن كبير في الجودة مقارنة بالمواسم السابقة، وهو ما أثار اهتمام المستهلكين، وطرح تساؤلات حول أسباب هذا التحسن غير المسبوق في حجم المعروض ونوعية الثمار.

الزراعة المبكرة تحت الأنفاق البلاستيكية

أحد أبرز أسباب الوفرة هذا الموسم هو اتباع نمط الزراعة المبكرة تحت الأنفاق البلاستيكية، وهي تقنية زراعية بدأت تنتشر منذ سنوات لكنها بلغت ذروتها هذا العام. وتُمكِّن هذه الطريقة من زراعة البطيخ في شهري نوفمبر وديسمبر، داخل أنفاق بلاستيكية تحمي النبات من البرد، ما يتيح إنتاجًا مبكرًا يصل إلى الأسواق في مارس وأبريل، قبل ارتفاع درجات الحرارة.

بحسب مصادر بوزارة الزراعة، فإن هذا النمط أسهم في مدّ الموسم لفترة أطول، وزيادة عدد الدورات الزراعية، ما ضاعف من حجم الإنتاج.

أصناف محسّنة وجودة مرتفعة

يعزو عدد من خبراء مركز البحوث الزراعية تحسن جودة المحصول هذا العام إلى زراعة أصناف محلية وهجينة محسّنة، مثل "جيزة 1" و"جيزة 21"، إضافة إلى أصناف مستوردة عالية الإنتاج. وتمتاز هذه الأصناف بنسبة سكريات مرتفعة (تتراوح بين 10 و12%)، وقشرة سميكة تحفظ الثمرة أثناء النقل، مع نضج متجانس يجعل الثمار أكثر قبولاً في الأسواق.

كما ساعد الغطاء النباتي القوي لهذه الأصناف في حماية الثمار من أشعة الشمس الحارقة، ما أدى إلى شكل خارجي جذاب وحجم متوسط مرغوب تجاريًا.

ري وتغذية دقيقة قللت الأمراض

اعتمد معظم المزارعين هذا الموسم على أنظمة الري بالتنقيط الموفرة للمياه، بالتوازي مع برامج تغذية دقيقة، شملت التوازن بين العناصر الكبرى والصغرى، خاصة الكالسيوم والماغنيسيوم. وأدى ذلك إلى تقوية النباتات وتحسين صلابة الثمار وتقليل الإصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية، بحسب المهندس محمد عبد القادر، مسؤول الإرشاد الزراعي بمحافظة المنيا.

رقابة جودة مشددة

في مواجهة الشائعات المتكررة حول "حقن البطيخ"، كثّفت وزارة الزراعة من حملات التفتيش والتحاليل المخبرية للتأكد من سلامة المحصول، خاصة في أسواق الجملة والمزارع الكبرى. وأكد الدكتور محمد علي فهيم، مستشار الوزير للزراعات المناخية، أن البطيخ المعروض في الأسواق هذا العام "سليم تمامًا وخالٍ من أي تدخلات غير مشروعة"، مشيرًا إلى أن الوفرة الكبيرة جعلت سعر البطيخة في متناول الجميع، وليس نتيجة أي تدخل صناعي.

فتح أبواب التصدير

لم يقتصر النجاح على السوق المحلي، بل امتد إلى فتح أسواق تصديرية جديدة في دول الخليج العربي، وأوروبا الشرقية، مستفيدًا من التزام المنتجين المصريين بمعايير الجودة وسلامة الغذاء، مثل شهادات "جلوبال جاب" و"ISO 22000"، إلى جانب جاهزية البنية التحتية من محطات الفرز والتعبئة.

تشير كافة المؤشرات إلى أن موسم البطيخ لعام 2025 يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين البحث العلمي والتقنيات الزراعية الحديثة، والرقابة الحكومية الفعالة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على وفرة المعروض وجودته، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتحديات التغير المناخي.

ويأمل المنتجون أن يستمر هذا النجاح في المواسم المقبلة، بدعم من الدولة واستمرار تطوير سلاسل الإمداد والتسويق.